السعودية / نبأ – ما الذي أرادته السعودية من خلال الفقاعة الصوتية، كما وصفتها أوساط قريبة من حزب الله، والتي تسبب بها مندوبها لدى مجلس الأمن الدولي عبد الله المعلمي، حينما دعا الى إدراج حزب الله اللبناني على قائمة مجلس الإمن للإرهاب؟
أوساط سياسيّة قريبة من حزب الله اتهمت المملكة بالتخطيط لتفجير الأوضاع في لبنان وإفشال الحوار الجاري بين الحزب من جهة، وتيار المستقبل من جهة أخرى.
وألمحت مصادر في “الحزب” إلى أن السعودية تحاول استغلال ما صدر الأسبوع الماضي من تسريبات من المحكمة الدولية بإغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، التي تشير إلى توجّه باتّهام الحزب والرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
ويبدو أن الطلب السعودي لم يكن مخططا طرحه إلا قبل وقت قصير من الاجتماع، إذ أن نسخة كلمة المندوب السعودي التي وُزّعت على الحضور لم تتضمن الإشارة إلى حزب الله، أو إدراجه على قائمة الإرهاب.
واعتبر مراقبون هذا السلوك السعودي مفاجئا، إذ أن المملكة لم تدرج حزب الله اللبناني على قائمتها للإرهاب التي أعلنتها في مارس الماضي، كما أنه لم يُدرج في القائمة الإماراتية التي أُعلنت مطلع هذا الأسبوع وضمّت ٨٣ منظمة اعتبرتها أبوظبي إرهابية، مع الإشارة إلى التأثر المتبادل بين الأخيرة والرياض في كثير من المواقف.
يذكر أن السعودية بدأت فعليا، بحسب مراقبين، محاولة جادة لإضعاف حزب الله اللبناني وتجريده من سلاحه، بالتنسيق مع دول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا، وكانت أولى هذه الخطوات دعم الجيش اللبناني بأربعة مليارات دولار، والخطوة التالية هي تصنيف الحزب جماعة إرهابية في الأمم المتحدة.
المصادر القريبة من الحزب اعتبرت دعوة مندوب السعودية “خدمة جليلة لإسرائيل”، وأكدت المصادر بأن ذلك لن يؤثر على الحزب عملياً، وأنه يُعبّر عن “خيبة أمل حقيقية لدى القيادة السعودية من فشل مشروعها في سوريا”، وهو “ما جعلها في موقع المتخبط الذي يُطلق الاتهامات يُمنةً ويُسرة”.
وأضافت المصادر بأن “السعودية هي من أول الدول الداعمة للحركات التكفيرية الإرهابية في سوريا، وأكثرها تأثيراً في هذا المجال، ولذلك فإن حديثها عن مكافحة الإرهاب
لا يحمل أي مستوى من الجدية.
وتمنّت المصادر على العقلاء في لبنان إلا يكون “لهذا الموقف السعودي آثار سلبية على الحوار الذي يتم الحديث عنه بين حزب الله وتيار المستقبل”.