أخبار عاجلة

تقرير| انتخابات البحرين.. ماذا بعد؟.. أجهزة الإعلام تتحدث عن عرس انتخابي وسط مقاطعة واسعة


البحرين/ نبأ (خاص)- لم تكد تمر ساعات على إعلان السلطات البحرينية نتائج الإنتخابات التي نظمتها خلال اليومين الماضيين حتى امتلأت وسائل الإعلام الخليجية بعبارات التهليل والحفاوة والإستبشار. معظم المنابر التابعة لآل سعود وآل خليفة وآل نهيان وصفت ما شهدته البحرين يومي الجمعة والسبت بالعرس الإنتخابي، معتبرة أن ذلك وجه ضربة سياسية إلى المعارضة. فما حقيقة الإنتخابات النيابية والبلدية التي نظمت في البحرين وهل تعد نتائجها دليلا على صدقية السلطات وشعبيتها فعلا؟

عرس إنتخابي، هكذا وصفت السلطات البحرينية والمطبلون لها في الداخل والخارج إنتخابات اليومين الماضيين، وصف لا يصمد كثيرا أمام الحقائق والوقائع، على الرغم من استماتة النظام في تجميل الصورة وإخراجها على أكمل وجه جاءت النتيجة مخيبة للآمال.

هنا في مركز كرانة الإنتخابي يمكن تلمس نموذج فاضح مما شهده يوما الجمعة والسبت الماضيين، كل مستلزمات الفخفخة الإعلامية كانت حاضرة ومتأهبة، صالات ضخمة توزعت فيها الصناديق على نحو يوحي بالأجواء السويسرية أو الأمريكية، موظفون لم تفارق وجوههم الإبتسامات وعلامات الرفق والمراعاة، رجال قيل إنهم ممثلو المجتمع المدني أوكلت إليهم مهمة مراقبة العملية الإنتخابية، نساء ينتخبن ويتابعن الماكينة ويتأسين بمن سبقنهن إلى الميدان السياسي، وحتى تكتمل الصورة تتمدد عملية الإقتراع ساعتين إضافيتين ولا يهبط الليل إلا على مراكز مفتوحة أمام الطوابير.

إنها الديمقراطية في البحرين، آليات أين منها آليات فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، علاقة مثالية بين الدولة والمواطن تكاد أماراتها لا تغيب عن أداء الحكوميين، إشراف ذاتي لا يرتضي أصحابه تشريع أبوابهم أمام المنظمات الدولية لأن عمليتهم أنزه من أن تراقب وتهان، مساواة تامة بين السكان، وثقة شعبية بالإستحقاقات السياسية والمتأمرين عليها.

ثقة تأبى الصور الواردة من الميدان إلا أن تدحضها، كل ما ساقه الإعلام الخليجي حول الجماعات المصطفة أمام مراكز الإقتراع سرعان ما يتزعزع، السواد الأعظم من عامري تلك المراكز هم أصحاب الوجاهة، أولئك الذين لا يملكون إلا ترف التصويت لآل خليفة ورجال بلاطهم، وحده خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء يرى أكثر من خمسين في المئة من المواطنين يلبون ما أسماه نداء الوطن، نسبة تجد فيها المعارضة مثارا للسخرية والإستهزاء كونها فاقدة للمصداقية والمنطق.

الأرقام مضخمة وأكبر من الواقع بكثير إذا، هذا ما تؤكده المعارضة البحرينية بجميع أطيافها، معتبرة أن من الطبيعي مقاطعة الشعب للإنتخابات في ظل استمرار القمع وغياب أية رؤية إصلاحية.