السعودية / البحرين اليوم – أکدت صحیفة «البناء» اللبنانیة في عددها الصادر اليوم الإثنين(24 نوفمبر) وجود تحالف صهیوني سعودي ترکي یسعی عبر “التحریض والتشکیك” لعرقلة المفاوضات الجاریة بین الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ومجموعة الـ5+ 1فی فیینا حول الملف النووی الإیرانی السلمی، ومنعها من الوصول إلی نهاية مفيدة.
وتحت عنوان «النووی الإیرانی والکید السعودی» کتبت صحیفة «البناء» بأنه “من العبث الاعتقاد أنّ من أولی اهتمامات حکام السعودیة، القضاء علی الإرهاب أو زعيمتة «داعش» وغیره من التنظیمات المنبثقة عن «القاعدة» والتی ولدت وترعرعت عملیاً فی أحضانهم، حیث لا اهتمام لدی نظام آل سعود راهناً سوی تخریب أي اتفاق حول النووی الإیرانی”.
ورأت الصحيفة أن الدیبلوماسیة السعودیة”لهثت” طوال الفترة الماضیة وراء عواصم القرار الدولی لثنیها عن توقیع الاتفاق النووی مع طهران، وهي تقدّم فی سبیل ذلك الإغراءات المختلفة، مشيرة إلى محاولة وزیر الخارجیة السعودي، سعود الفیصل، ممارسة أقصی الضغوط لکي تمتنع فرنسا عن التوقیع علی الاتفاق، وأن الفيصل لوّح بوقف صفقات شراء الأسلحة الفرنسیة، وهی بعشرات الملیارات، ويمكن أن تنعش الإقتصاد الفرنسي “المتهالك”.
كما وذكّرت الصحيفة التي يرأس تحريرها، الصحافي اللبناني ناصر قنديل، بأن الفیصل أعاد “تكرار إغراءات بندر بن سلطان السابقة فی شأن السلاح والنفط، مستغلاً العقوبات الاقتصادیة الغربیة والأمیرکیة علی روسیا، علی خلفیة الأزمة الأوکرانیة”. غير أن الصحيفة ذكرت أن الفيصل فشل في مساعيه مع موسكو.
ورأت «البناء» بأنه “بات معروفاً أنّ السعودیة لا ترید أن تمضی المفاوضات حول البرنامج النووی الإیرانی إلی نهایتها السعیدة، وهی تعمل جهاراً علی إفشالها، والتقی کیدها وحقدها الأسود مع العداء «الإسرائیلی» ومع الامتعاض الترکي، وباتوا یعملون فی السرّ والعلن تحریضاً وتشکیکاً، لعرقلة المفاوضات وزرع الألغام فی طریقها”.
ومضت الصحيفة قائلة بأن هناك “تحالفاً «إسرائیلیاً» – سعودیاً یسعی فی هذا الاتجاه، وهو یمتد من الریاض إلی تل أبیب، وصولاً إلی أنقرة”، وتحدّثت عن سخط السعودية على إدارة أوباما التي رفضت شن حرب في سوريا. ومن الواضح، بحسب الصحيفة، أن أي اتفاق بين إيران حول برنامجها النووي؛ فإن السعودية تنظر إليه على أنه “إضعاف” لها.
أما بالنسبة إلى تل أبیب، فرأت الصحيفة أنّ “عداءها مزمن تجاه إیران وثورتها وملفها النووی، وهی لا تخفی معارضتها لأی اتفاق مع إیران”، مشيرة الى خطاب رئیس الوزراء «الإسرائیلی» بنیامین نتنیاهو علی منبر الأمم المتحدة والذي اعتبر فيه أنّ «داعش» وإیران وجهان لعملة واحدة. واصفة إياه بأنه ” لا یألو جهداً مع اللوبی الصهیونی فی أمیرکا لتحریض أعضاء الکونغرس، ولا سیما الجمهوریون، للضغط علی أوباما کی یقطع الحوار مع إیران ویعود إلی فرض مزید من العقوبات علی طهران أو التلویح بالخیارات العسکریة”.
وأردفت الصحیفة أما الحکومة الترکیة، فلها حسابات خاصة تتعلق “بالأوهام السلطانیة “لأردوغان الذی یتحین الفرصة لکی یتقرب من التحالف الدولی لمحاربة «داعش»، عبر التدخل البری فتوافق الإدارة الأمیرکیة مضطرة علی شروطه بالانضمام إلی التحالف الدولی وفی مقدمها شرطان: الأول إقامة منطقة آمنة ومناطق حظر جوی فی شمال سوریة، والثانی أن تشمل ضربات التحالف قصف مواقع الجیش السوری. لذلک یری أردوغان أنّ التوصل إلی أی اتفاق مع إیران، أو حصول أی تفاهم أمیرکی إیرانی، قد یؤدی إلی إلغاء التحالف الدولی فکرة توجیه ضربات عسکریة إلی الجیش السوری، کما تطالب حکومة أردوغان وبعض دول الخلیج.
وختمت الصحیفة بالقول أنه “قد لا يتم التوصل إلى اتفاق حول الاتفاق النووی الإیرانی فی الموعد النهائی المحدّد بسبب ألغام توضع فی کل مرة، وقد یتم تحدید مواعید جدیدة، لکنّ ما ظهر جلیاً فی هذا السیاق، هو التحرك السعودی الکیدي المخرِّب، متحالفاً مع الموقف «الإسرائیلي» المعادی والتركي الممتعض و المتربص”، بحسب قولها.