النمسا / نبأ – وصف وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إجتماعه بنظيره السعودي علي النعيمي في العاصمة النمساوية فيينا بالممتاز، مؤكدا أن مواقفهما أصبحت شديدة التقارب كما قال. يأتي ذلك في وقت تتفاوت فيه التكهنات بشأن ما سيسفر عنه اجتماع وزراء منظمة أوبك يوم غد الخميس.
ممتاز، توصيف أطلقه وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه على اجتماعه بنظيره السعودي علي النعيمي في العاصمة النمساوية، زنغنه أكد أن مواقف الطرفين أصبحت شديدة التقارب، لافتا إلى أن ثمة توافقا داخل أوبك على مراقبة السوق بعناية والتدخل في الوقت المناسب كما قال. ويأتي اللقاء بين الوزيرين الإيراني والسعودي قبيل ساعات من اجتماع وزراء أوبك في فيينا للتباحث في أزمة أسعار النفط، أزمة تتفاوت التكهنات بشأن ما سيتخذه الإجتماع حيالها.
وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك شكك في أن تقرر أوبك خفض حصص الإنتاج، مؤكدا أن شركات النفط الروسية ستنتج العام المقبل الكمية نفسها التي أنتجتها عام ألفين وأربعة عشر. إيران دعت بدورها إلى إظهار الوحدة أمام تزايد وفرة المعروض في أسواق النفط، مطالبة المنتجين المستقلين بالمساهمة في أي خفض للإنتاج. خفض لا يبدو حتى الآن أن السعودية قد قررت المضي فيه، وزير نفطها علي النعيمي رأى أن السوق ستستقر من تلقاء نفسها في نهاية المطاف، معربا عن فائق سعادته في وقت يتزايد فيه قلق الأسواق من استمرار انخفاض الأسعار.
مفارقة أوحت بمؤشرات سلبية فيما يتعلق باستعداد الرياض لمعالجة الأزمة، تماما كما أوحت بذلك نتائج اجتماع السعودية وفنزويلا وروسيا والمكسيك، الإجتماع لم يسفر عن أي اتفاق حول كيفية التصدي لتخمة المعروض، ولم يتعهد أي من المجتمعين بخفض الإنتاج على الرغم من الهبوط الحاد في الأسعار.
هبوط تظهر مواقف الدول المعنية بالأزمة متفاوتة حيال آليات مواجهته، روسيا المتضررة من تدهور القيمة النفطية تخشى من إخلاف أوبك بوعودها في حال تمخض لقاء وزرائها عن تعهدات أصلا، وعليه تبدي موسكو حذرا حيال مقترحات خفض الإنتاج إلا أنها تؤكد في الوقت عينه استعدادها لذلك في حال فعلت أوبك الشيء نفسه.
فعل تظهر إيران في أمس الحاجة إليه، ميزانيتها تستلزم سعرا نفطيا لا يقل عن مئة دولار، وبالتالي فمن المنطقي مطالبة طهران المتكررة بالحد من إغراق الأسواق ودعم الأسعار. دعم ما يزال موقف السعودية ضبابيا حياله، على مر أيام أوقعت الرياض الأسواق في حيرة غير مسبوقة، أصحاب العقود والمصالح انتابهم التوجس من إصرار المملكة على سياساتها النفطية الحالية، سياسات ينبئ اجتماع زنغنه النعيمي بأنها قد تسلك مسارات أكثر مرونة في اجتماعات أوبك يوم الخميس، فهل ستشهد فيينا معالجة ولو مؤقتة للأزمة النفطية الراهنة أم أن التصريحات المتفائلة تخفي وراءها مواقف أكثر تعقيدا؟