كلُّ شيء في مملكة النفط يدعو الى التنمية ولكن من بيدهم زمامَ الثروة والسلطة يلحّون على استبداله بالأمن..
كوارثُ السيول والفساد وأزماتُ الفقر والبطالة والسكن تؤكّد بالخسائرِ الفادحة ألا مخرجَ الا عبر تنميةٍ شاملة، فيما يتسابق أهلُ الحكم على تعبئة الأجواء العامة بالخطاب الأمني، مع أن مشكلة الأمن لا تُحلُّ الا عبر التنمية , فهي المدخلُ لحلولٍ شاملة..
إصرارُ رجال الداخلية على مشاغَلةِ الرأي العام بالحوادث الأمنية لايخلو من مكاسبَ شخصيةٍ وسياسية، ولكنّه في نهاية المطاف لا يوفّر الأمنَ ويحرّفُ البوصلة عن الحلِ الحقيقي والشامل..
الإرهابُ مشكلةٌ، صحيح، ولكنّها لا تُحَل بزيادة التدابير الأمنيّة الصارمة، خصوصاً بعد تجربة سنواتٍ طويلة ثبُت فيها أن الحلَّ الأمني وحدَه يعقّد المشكلة ولا يحلُّها، وأن الحلَّ يكمن في التنمية الشاملة، إن وُجدت الارادة السياسية المخلِصة..
مضت سنوات , والمواطنون يدفعون ثمنَ فشل السلطة، ولا يزالُ منطلقُ الحلِّ على حاله، أي الحفاظُ على وحدة السلطة وامتيازاتِ أهل الحكم، وأما المواطنون فليس لهم الا انتظارُ الفرج الذي لا يأتي حتى الآن الا بالكارثةِ سيلاً وفساداً..