اليمن / نبأ – كل ما بناه عبد الله بن حسين وصادق وحميد وعلي محسن الأحمر على مر عقود أضحى عرضة لاندثار تاريخي غير مسبوق، آل الأحمر أتقنوا ترسيخ زعامتهم في البلد الفقير بالتعاون مع أطراف إقليميين كان لهم جل المصلحة في تركيز الثروة، بالمخصصات الشهرية المهولة المتدفقة من ممالك النفط بنى الرجال الأحمريون إمبراطوريتهم، إمبراطورية أرسوا دعائمها على ابتياع ولاء القبائل وبناء المجاميع المسلحة الخارجة من سلطة الدولة والإستيلاء على مداخيل البلاد ونتاجها القومي، باختصار، إرتزاق وفساد وميليشياوية، ثلاثة أساسات قامت عليها إستراتيجية آل الأحمر في اليمن.
إستراتيجية تميزت كذلك بمرونة سياسية فائقة وقابلية غير عادية للأخذ والرد وتقليب البواريد وتبديل الإصطفاف، على مر عشرات العقود شكل أصحاب الثروات البالغة مئات ملايين الدولارات الذراع اليمنى للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تعاضد كان محط رضا ومادة حرص المملكة السعودية، إيغال آل الأحمر وآل صالح في إفقار البلاد وتفتيت الدولة وقمع الحركات التحررية واستعدادهم للمضي بعيدا في لعب دور الشرطي الخليجي أغريا النظام السعودي بصيانة هذا التحالف.
تحالف سرعان ما تزعزع مع اندلاع أحداث العام ألفين وأحد عشر، لم تكد تلوح أمام العائلة الأحمرية بوادر انتصار كاسح للإخوان المسلمين بزعامة القطريين حتى ألقى زعماؤها بعشرات السنين من العمل المشترك في أتون الحرب، حرب سرعان ما انقلبت معادلاتها وتبدلت نتائجها وتغيرت إفرازاتها لتؤخر المتقدم وتقدم المتأخر، أحداث شهر سبتمبر وما تلاها من توقيع اتفاق السلم والشراكة فتحت الباب واسعا على إنتاج نموذج يمني جديد، نموذج يشكل تضاؤل نفوذ آل الأحمر وتراجع السطوة السعودية أبرز معالمه وأوضحها.
فهل ستتمكن القوى الوطنية اليمنية من إيصال ديناميات سبتمبر إلى خواتيمها المبشرة شمالا وجنوبا، أم أن من خبروا وضع العصي في الدواليب سينجحون في هضم الحراك الشعبي كما هضموه قبل ثلاثة أعوام؟