السعودية / نبأ – ظهر على قناة تلفزيونية وتحدث عن معاناته في السجون العراقية والمظلومية التي تعرض لها ليعود إلى محافظته التي نشأ فيها ويساهم في إرتكاب المجزرة. إنه السعودي مروان الظفر الذي اعتقلته القوات الأمنية السعودية على خلفية تورطه في الهجوم الإرهابي على حسينية المصطفى في قرية الدالوة في الإحساء. الوسائل الإعلامية أكدت أن الظفر ساهم في العملية من خلال معرفته العميقة بطبيعة القرى الصغيرة في منطقة الإحساء من حيث المداخل والمخارج، حيث إنه يعيش في المحافظة، وقد أسهم في دعم منفذي الجريمة من خلال استطلاع موقع الحسينية وتحديد المخارج السريعة التي مكنت الخلية من الهرب بسرعة.
المحامي عبد الرحمن الجريس، الذي كان يترافع عن المعتقلين السعوديين بالعراق أكد أنه التقى الظفر فور عودته إلى العاصمة الرياض قادما من العراق إثر الإفراج عنه بعد قضاء سبع سنوات في المعتقل. وأكد المحامي أن مروان أبدى ندمه على انتمائه إلى التيار المتطرف، وحينما عُرض على المحكمة الجزائية المتخصصة؛ أظهر مروان رغبة شديدة في الابتعاد عن الجماعات الإرهابية، وبعد أن صدر بحقّه حكمٌ بالسجن، قام بزيارات لعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية، وذلك بغرض إظهار المزيد من الندم وتأكيد توبته.
إبراهيم الظفر، والد مروان اكتفى بالإنزعاج من تورط نجله في العملية الإرهابية، إلا أنه لم يُشر إلى طبيعة الظروف التي جعلته ينخرط في مواقع القتال في العراق، ثم يُبدي ندمه بعد عودته إلى المملكة، ويعود مجددا للانضمام إلى الإرهابيين ويُشارك في تنفيذ جريمة الدالوة.
مصدر أمني حمّل ذوي من قبض عليهم في الخلية الإرهابية مسؤولية تقاعسهم في الحفاظ على أبنائهم، إلا أن معارضين يرون أن هذا الموقف الرسمي يُشكّل تهرّباً من المسؤولية الحقيقية التي تتحمّلها المملكة بجهاتها المختلفة، حيث يوجّه إليها الاتهام بتغذية المتطرفين، وغضّ الطرف عن الخطاب المتشدد الذي يُولِّد أمثال مروان.
وإضافة إلى مروان، فإن إثنين وثلاثين شخصاً من الذين قُبض عليهم بعد حادثة الدالوة وثبت تورطهم فيها، بحسب الداخلية، هم من الذين سبق أن طلق سراحهم في أوقات سابقة بعد قضائهم أو انتظارهم لأحكام تتعلق بالإرهاب والتطرف الديني.
وهو ما يفتح التساؤلات مع الضغوط التي تُمارسها المملكة من أجل الإفراج السعوديين المتورطين في الإرهاب والمعتقلين في سجون العراق، إضافة إلى تساؤلات جادة حول ما يُسمى ببرنامج المناصحة التي يُقال بأنه يرعى التائبين عن المنهج التكفيري، في حين أن القائمين عليه ليسوا بعيدين عن المنابع الأولى لفكر التكفير والتطرّف.