السعودية / ذا فيسكال تايمز – في محاولة لاستعادة زخمها، قامت داعش، الذي أوجدته الصراعات الطائفية في العراق وسوريا، بشن أكبر هجوم لها على مدينة الرمادي، 70 ميلا إلى الغرب من العاصمة بغداد، وهي العاصمة الإقليمية لمحافظة الأنبار التي تشكل ثلث الأراضي العراقية.
فبينما كان الجيش العراقي ومقاتلي العشائر السنية يستعدون لاستعادة السيطرة على مدينة هيت غرب الرمادي، هاجم مئات من مقاتلي داعش، مدينة الرمادي من عدة اتجاهات يوم الجمعة الماضي.
وبعد يوم واحد من القتال، استطاعت داعش أن تسيطر على أجزاء من شرق ووسط الرمادي. إلا أنه بعد ثلاثة أيام من القتال الشرس، هزمت داعش. حيث انضم مقاتلو القبائل إلى داعش في المعركة، بينما كانت مساجد المدينة تدعو الناس لقتال داعش، وهو ما يعد تغييرا جذريا في مزاج المجتمع السني العراقي بعد المذبحة التي ارتكبتها داعش وأسفرت عن مقتل المئات من السنّة قبل بضعة أسابيع.
سعدون شيحان، وهو مدون من مدينة الرمادي قال: “إن المساجد في الرمادي احتفلت بتحرير الجانب الشرقي من المدينة بهتاف “الله أكبر“. غير أن داعش تمكنت رغم ذلك من قتل 25 من المقاتلين السنة الذين كانوا محاصرين في شرق الرمادي.
وفي محافظة صلاح الدين في الشمال، شنت داعش هجوما كبيرا آخر على مدينة “بلد”، 50 ميلا إلى الشمال من العاصمة بغداد. وقام الجيش العراقي والميليشيات الشيعية بصد هذا الهجوم أيضا. يذكر أن “بلد” هي واحدة من البلدتين الشيعيتين في المحافظة السنية.
في الوقت نفسه، استولت قوات الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية والبيشمركة الكردية على مدن السعدية وجلولاء في محافظة ديالى قرب الحدود الإيرانية وإلى الشمال الشرقي من بغداد، وأصبحت بذلك محافظة ديالى في أيدي الحكومة العراقية بشكل كامل. كان المقاتلون الأكراد قد اكتشفوا أن 70 في المئة من المباني في جلولاء تم تفخيخها.
ثم بدأت القوة الجوية العراقية في إسقاط منشورات فوق مدن الموصل والفلوجة تطالب الناس بالاستعداد لتحرير المدينتين.
وفي تطور آخر، قال وزير الدفاع العراقي يوم الأحد الماضي، إن العراق قد خسر 27 مليار دولار في خمسة أشهر منذ سقوط الموصل. وكان معظم تلك الخسائر في تكاليف المعدات العسكرية لفرق الجيش الأربعة التي هزمت الصيف الماضي أمام مقاتلي داعش. وإن داعش قد استولت على معظم تلك الأسلحة، على حد قوله. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها مسؤول عراقي، خسائر العراق في الحملة ضد داعش.
وفي مواجهة الهزيمة المتتالية في العراق على مدى الشهر، يبدو أن زعيم داعش وخليفتها، أبا بكر البغدادي سيعتمد أكثر فأكثر على السياسة التي اعتمدها الراحل أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم القاعدة في العراق قبل عقد من الزمان.
ففي أوائل عام 2004، عثرت القوات الأمريكية على رسالة من الزرقاوي موجهة إلى القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان، تظهر أن استراتيجيته كانت تعتمد على ضرب الشيعة أكثر وأكثر، حتى إذا ما بدأوا بالرد ضد السنة، يقوم السنة بالانضمام إلى تنظيم القاعدة في العراق لمواجهتهم. وكانت تلك الاستراتيجية الشريرة ناجحة إلى حد كبير. فبعد ثلاث سنوات، نفد صبر الشيعة وبدأوا في ضرب السنة في عام 2006، مما ساعد في انزلاق العراق إلى حرب طائفية.
وفي حين كان ذلك هو ما يقوم به البغدادي على مدى السنوات الأربع الماضية في العراق، يبدو أن استراتيجيته الآن هو توسيع هذا الصراع الطائفي الإقليمي، مما يجعل سوريا والعراق ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية ساحة لمعركته ضد الشيعة على أمل أن يؤدي ذلك إلى جذب كل السنة المتعصبين في هذه البلدان وغيرها للانضمام إلى المعركة. ففي خطابه الصوتي الأخير، طلب البغدادي من أتباعه الجدد في اليمن والمملكة العربية السعودية بدء الجهاد من خلال قتل الشيعة أولا.
في يوم الأحد الماضي، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية في مؤتمر صحفي في الرياض، أن قوات الأمن السعودية قد اعتقلت 77 من أعضاء داعش متورطين في الهجوم الذي أسفر عن مقتل سبعة من الشيعة السعوديين في المنطقة الشرقية بالسعودية.
المقالة تعبر عن رأي الصحيفة / الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها – ترجمة التقرير