الإمارات / نبأ – تحت عنوان قائمة سوداء تمهد لمرحلة جديدة تحدثت الكاتبة رولا خلف في صحيفة الفايننشال تايمز عن القائمة الإماراتية التي ضمت 83 منظمة وصفتها بالإرهابية.
خلف أشارت إلى أن إتساع دائرة القائمة يُشير إلى محاولة إماراتية لإظهار الإمارات نفسها باعتبارها الدولة التي تأخذ الإرهاب على محمل الجد، فيما تتوالى التأكيدات بأن بعض التمويل لجماعات إرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش يأتي من الخليج.
إلا أن خلف رأت أن نظرة أكثر دقة تُظهر أن القائمة الإماراتيّة اتسمت بكثيرٍ من الانتقائية، وهو ما يجعلها تُرسل تحذيرات ولكن بنتائج عكسية تثير القلق، حيث تشتمل القائمة على اثنتي عشرة جمعية خيرية، ومنظمات اجتماعية أو مجموعات بحوث إسلامية، لا يمكن أن تهدد السلام العالمي أو تنطوي على دوافع عنفيّة ومتطرّفة.
الكاتبة نقلت عن دبلوماسي غربي قوله بأن السبب الذي يكمن وراء القائمة هو السعي الإماراتي لترسيخ فكرة أن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة إرهابية استنادًا إلى اقتناع أبوظنبي بأن الإسلاميين يمثلون مصدر خطر وجودي على النخبة الحاكمة في العالم العربي، وفي الخليج خاصة.
خلف رأت أن ما يسبب الإحباط للإمارات هو أن إجراءاتها ضد بعض الجماعات التي تصفها بالإرهاب لم يؤت ثماره مشيرة إلى أن فتْح بريطانيا تحقيقٍ لأنشطة جماعة الإخوان المسلمين كان نتيجةً للضغط الإماراتي إلا أنه لا أحد يتوقع أن نتائج هذا التحقيق ستُؤدي إلى حظر الجماعة.
خلف أكدت ان القائمة السوداء الإماراتية تأتي في سياق الجُهد الإماراتي لأخذ زمام الأمور حيث أن إثارة الشكوك حول تلك الجماعات، وشغلها بنفسها سيجعلها في موقف المدافع، ما يجعلها في انشغال دائم وتستغرق في وقت طويل لاتخاذ خطوات استباقية.
ورأت الكاتبة أن القائمة هي أحدث مثال على تحول دولة الإمارات من دولة خجولة تعتمدُ على الدبلوماسية الهادئة إلى لاعب إقليمي من فصيلة الصقور، على حدّ تعبيرها. وأشارت إلى دور ابو ظبي في دعم الانقلاب العسكري في مصر ومشاركتها في الضربات الجوية ضد متشددين إسلاميين في ليبيا، بالإضافة إلى سعيها لإجبار دولة قطر على التخلي عن دعمها لجماعة الإخوان المسلمين.
وانتهت خلف إلى أن هذه الدولة الخليجية تخلق ما يكفي من الجدل للحفاظ على حلفائها في حالة من الشوق ترقبًا لخطواتها المقبلة.