السعودية / نبأ – العلاقة بين السعودية والوهابية، علاقة متشابكة، ومرّت بعدة مراحل، ويمكن إستشراف ذلك من خلال طريقة التعامل مع هذا الموضوع في الإعلام مثلاً.
فبعدما كان الحديث عن الوهابية مسألة إشكالية ومحظورة، ومن يتجاوزها يتعرض للمساءلة والفصل من العمل والعقاب، أدت تطورات الإقليم الى فتح باب النقاش والنقد العلني لهذه الحركة التي اتخذت من الدين وسيلة للتسلط على المجتمع.
وبحسب مراقبين فإن النقد الحالي للحركة لا يتطرق الى غلوها وتشددها، إنما ينطلق من علاقتها بالدولة، في ظل تغيرات إقليمية ودولية مختلفة وأهمها مشاركة الرياض في التحالف الدولي ضد داعش، هذا التنظيم الذي يمزج ما بين التشدد الوهابي والحلم الإخواني بإقامة الخلافة.
بالنسبة للسعودية فإن الوهابية تشكل مصدرا مهما من مصادر الشرعية، ولهذا السبب قامت بنشرها في إنحاء العالم من خلال إنفاق مليارات الدولارات على بناء المدارس والمراكز والمساجد السلفية، كذلك مولت الرياض البرنامج الاميركي المناهض للوجود السوفياتي في افغانستان من خلال دعم ما سمي بالمجاهدين هناك.
وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر بات ينظر للسعودية من قبل الولايات المتحدة والعرب على انها حاضنة للارهاب المتمثل بالحركة الوهابية.
وداخلياً تتمثل الوهابية في مؤسسات قائمة بحد ذاتها كالقضاء وهيئات الإفتاء وبعض الجامعات الدينية، وهي بحسب متابعين تتسم بالمرونة بحيث تعيد إنتاج نفسها بشكل دائم ومستمر. فإذا ما أرادت الدولة التخلي عنها، فإنها ستكون بحاجة إلى تغييرها بالكامل مع ما تحتويه من مئات آلاف الموظفين. ويقول هؤلاء إنه ليس صحيحاً أن الوهابية بمؤسساتها تشكل عبئاً على الدولة، بل على العكس، فهي تمثل مصدر شرعية مهماً لها، فضلاً عن لجوء الدولة إليها كلما شعرت بضرورة ذلك.
ولكن السؤال الذي يطرح، هو ان كانت الوهابية مهمة للدولة فلماذا يُسمح بنقدها عبر وسائل الاعلام.
تكمن الاجابة في أن تحدي داعش هو السبب وهو يستلزم المزيد من تفريغ الوهابية من مضامينها التي قد تشكل خطورة على الدولة أو تضر بصورتها. اي في المحصلة فإنه لا رغبة لدى الحكم السعودي للتخلي عن الوهابية أو استبدالها، وكل ما يجري الأن هو تقليم مخالبها في محاولة لإيجاد وهابية أكثر قدرة على تلبية متطلبات المرحلة الحالية.