السعودية / نبأ – فجّر وزير النفط السعودي علي نعيمي مفاجأة من العيار الثقيل خلال مؤتمر صحفي شارك به على هامش قمّة أوبك للنفط في فيينا بإعلانه أنّ السعودية على استعداد لبيع النفط لإسرائيل. وقال الوزير نعيمي إن بلاده "تريد أن تربح في سوق النفط، وهي على استعداد لبيع النفط لأي بلد كانت ومنها إسرائيل".
وأضاف انّ "بلادهم لا يحملون أي عداء ضد أي أمه في العالم، وقادة السعودية يسعون إلى تعزيز قيم السلام والتسامح الديني والتعايش، والملك عبد الله بن عبد العزيز شكّل نموذجا طيبا بين السعودية وكافة دول العالم دون استثناء دولة إسرائيل أيضا من ذلك".
وقال النعيمي إن "المملكة العربية السعودية ستكون على استعداد لمواصلة خفض أسعار النفط العالمية، ولكن هذا لن يحدث إلا إذا قامت المانيا بإزالة أمر منعها لتنفيذ صفقة لبيع دبابات قتالية من انتاجها للسعودية". وفي نهاية الأسبوع الماضي فاجأ منظمة أوبك، العالم، عندما لم تقم بتخفيض حصص انتاج النفط من أعضائها على الرغم من الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية في الاشهر الاخيرة.
مصير المبادرة العربية، الى أين؟
وتنسجم التصريحات التي جاءت على لسان وزير النفط السعودي والتي نقلها موقع ذا ماركر الإسرائيلي عن وكالة الإعلام الكويتيّة كونا مع تصريحات مسؤولين حكوميين إسرائيليين مؤخرا حول "انفتاح إسرائيل على الدول المعتدلة من العالم العربي"، حيث قال رئيس الحكومة الإسرائيلي في وقت سابق عن "رغبة إسرائيل في تعزيز العلاقات مع العالم العربي"، علما أنّ السعودية تواصل حفاظها على علاقات متينة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يعتبر مبادرة السلام التي أطلقتها السعودية قبل سنوات على أنها "وسيلة محتملة بإمكانها تسيير المفاوضات مع العالم العربي". ويرى المسؤول أن نتانياهو ينظر بـ "نظرة إيجابية تجاه المبادرة العربية التي أطلقتها السعودية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، علما أنّه لم يعلن يوما رفضه أو تأييده لهذه المبادرة، علما أنّه في حال قرر الموافقة على المبادرة فإنّه لن يوافق عليها دون شروط، وعلى رأسها عدم رغبة نتانياهو العودة إلى حدود عام 1967".
وألقى نتانياهو في السابق خطابا في نيويورك دعا فيه إلى إيجاد "فرصة تاريخية رغم التحديات الهائلة من أجل تحقيق السلام بمشاركة الدول العربية التي لديها استعداد لتوفير الدعم السياسي والمادي والحيوي، وإسرائيل على استعداد للعمل مع شركائها العرب والمجتمع الدولي من أجل مواجهة المخاطر التي تحيط المنطقة، ومنها تسليح التنظيمات الإسلامية المتطرفة وأيضا السلاح النووي الإيراني".
وصرّح وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قبل عدة أشهر خلال اجتماع للطلاب الجامعيين إنّ "إقامة علاقات اقتصادية وتعاون بين إسرائيل ودول معتدلة من العالم العربي تخلق واقعا آخر".
تجدر الإشارة إلى أنّ المجتمعين في قمّة أوبك للنفط أكدوا في ختام المؤتمر أنّ سعر النفط انخفض بشكل حاد منذ خمس سنوات يوم الجمعة الماضي بنسبة حوالي 10%، سعر البرميل دون الـ 70 دولارا. وتشير التقديرات إلى أن أعضاء أوبك بقيادة المملكة العربية السعودية، يرغبون في زيادة حصتها في السوق من خلال النفط الرخيص، في مواجهة المنافسة المتزايدة من جانب الولايات المتحدة.
وقرر المؤتمر الذي عقد في فيينا عدم تغيير سقف الإنتاج الحالي لمنظمة أوبك، ويرى المجتمعون أنّ الانتعاش الاقتصادي العالمي متواصل وان كان بطيئا وغير متناسق في مختلف المناطق، ويتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي في عام 2014 الى 2.3% و3.6% في عام 2015، فيما يرى المجتمعون أنّ عام 2015 سيشهد ارتفاع في الطلب على النفط وذلك موازاة مع ارتفاع الطلب أيضا على النفط من الدول خارج منظمة أوبك ويصل بمعدل 1.36 برميل لليوم.
( i24 tv / بمساهمة: وكالة كونا الكويتية ومصادر إسرائيلية للتلفزيون)