السعودية/ نبأ- كشفت صحيفة “إنترناشونال بيزنس تايمز”، انه وعلى الرغم من أن الرياض قد تكون الهدف المقبل لتنظيم “الدولة الإسلامية”، فإن خبراء يتفقون أنه من غير الممكن أن تكون السعودية “عراق” أو “سوريا” جديدة بالنسبة لداعش.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته اليوم الأربعاء “في الوقت الذي تنتشر فيه أيديولوجية داعش بين 90% من سكان السعودية وخروج الكثير من مقاتلي التنظيم من الدولة السنية، فإن السعودية الغنية بالبترول والحليفة الأقوى للولايات المتحدة، ربما تكون الهدف الأصعب للجماعة المتشددة”.
وأضافت الصحيفة أن أسباب عدة تدفع التنظيم المتشدد لمحاولة إيجاد أرضية له داخل السعودية ومن بينها مشاركتها الفعالة في التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لدك معاقل التنظيم بالعراق وسوريا، فضلا عن كونها الحليف الأقوى والأغنى لواشنطن في المنطقة ومعقل السنة في الشرق الأوسط .. ويصف قائد التنظيم أبو بكر البغدادي السعودية ب “رأس الأفعى”.
وأوضحت أن السعودية تعتبر مهد السلفية الوهابية، التي يعد داعش أحد ممثليها، وأكبر منتجي ومصدري النفط في الشرق الأوسط، بمتوسط 8 ملايين برميل يوميا، وفي حال نجح مسلحو داعش في الاستحواذ على منشآت إنتاج البترول أو الاحتياطات السعودية التي تقدر ب 260 مليار برميل، فسيمثل ذلك تحولا بالغ الأهمية في الشؤون العالمية.
ومما لاشك فيه أن مسلحي الدولة الإسلامية لديهم وجود داخل السعودية، فقد نشر التنظيم المتشدد مقطع فيديو أمس الثلاثاء أعلن خلاله مسئوليته عن هجوم استهدف مواطنا دانماركيا يدعى توماس هوبنر في مدينة الرياض الأسبوع الماضي وأسفر عن إصابته، فضلا عن إلقاء السلطات السعودية القبض على 77 من مسلحي داعش يشتبه في مسؤوليتهم عن هجوم خلف تسعة قتلى من الشيعة.
وفي مايو الماضي، ألقت السلطات القبض على خلية تابعة لتنظيم داعش في مدينة أبها جنوب السعودية، بعد شهرين من نشر قوات الأمن السعودية على الحدود العراقية لوقف نشاط الجماعة المتشددة، وتبدو مثل تلك الهجمات العشوائية المتفرقة جزءا من خطة داعش داخل السعودية، وما يعزز ذلك الاعتقاد هو دعوة البغدادي لمؤيدي التنظيم داخل السعودية لزلزلة النظام الملكي الحاكم وحكومته وإقناع الناس أن مصلحتهم هي الولاء للخلافة.
وتشير الصحيفة إلى أن داعش استطاع توسعة رقعة نفوذه في سوريا والعراق من خلال تودده للمواطنين، الذين عانوا طويلا من حكوماتهم، والسعودية لديها عدد من مواطنيها الساخطين على النظام الحاكم سيء السمعة المعروف بحملاته القمعية الدموية لأية انتفاضة أو محاولة للمعارضة، فالسعوديين لم يستطيعوا الخروج ولو في تظاهرة واحدة في الوقت الذي خرج فيه كثيرون من مواطني الشرق الأوسط ضد أنظمتهم المستبدة.
ويقول الزميل المساعد للقانون والسياسية الخارجية بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ماتيو واكسمان “إن ازدهار داعش يكون في المناطق التي ينعدم فيها القانون وتختفي بها سيطرة الحكومة، وذلك الأمر ليس موجودا في السعودية، فحكومتها لطالما كانت نشطة في محاربة تنظيم القاعدة و فروعه، وسجلها في محاربة تلك التنظيمات على مدار العِقد الماضي، يشير إلى أنه من المستحيل أن تكون عرضة لتهديدات داعش مثل الدول الأخرى في المنطقة”.