السعودية / البحرين اليوم – كتب مايكل ستيفنز مقالة يوم أمس الأربعاء (٣ ديسمبر ٢٠١٤) على موقع ال “BBC “ وتحت عنوان (لماذا تستخدم السعودية النفط كسلاح؟) في إشارة الى ماوصفه”باجبار” السعودية للدول الأعضاء في منظمة أوبك على عدم خفض سقف الإنتاج خلال إجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط الأخير في فينا, وإبقاء مستويات الإنتاج عند مستوى ٣٠ مليون برميل يوميا.
وهو القرار الذي أدى تراجع أسعار النفط عالميا التي فقدت 35٪ من قيمتها لتصل الى أدنى من 70 دولارا للبرميل الواحد وللمرة الأولى منذ مايو عام 2010. وتسائل الكاتب عما يدفع السعودية الى “المخاطرة بحسن نية الأعضاء الآخرين في المنظمة واضعاف قدرتهم على استخدام المنظمة مستقبلا لخدمة مصالحهم”.
واعتبر الكاتب مايجري بأنه” لعبة مقامرة خطيرة ستصيب السعوديين بالضرر على المدى البعيد, وهو ما لا يفكرون به اليوم” متسائلا عما ستفعله السعودية عندما “ينضب” النفط.
غير ان الكاتب اعتبر القرار السعودي يأتي ردا على ايران التي يبدو أنها تحقق” مكاسب” في خضم الفوضى التي تعيشها المنطقة.
واستغرب الكاتب القرار السعودي بإبقاء مستوى انتاج النفط عند سقفه الحالي وخاصة بعد رفع الولايات المتحدة لأنتاجها من النفط , إذ كان من “المعقول” ان تلجأ الرياض الى خفض الإنتاج للحفاظ على التوازن غير أنها فعلت العكس. فالسعودية وبحسب الكاتب أدركت ومنذ أزمة العام ١٩٧٣ النفطية “ حجم الدور المؤثر الذي تلعبه في المنطقة والعالم عبر فتحها او غلقها لصنابير النفط”.
ويرى الكاتب بأن العالم يبدو “قاتما” من وجهة نظر الرياض التي لديها” كم هائل من المخاوف التي يشعرون بأنه لم تتم معالجتها بشكل مناسب، لا من قبل حلفاء آل سعود في الغرب ولا من خلال شركائهم في المنطقة”. وهو يشير الى حديث العديد من الخبراء عن “حرب باردة بين السعودية وإيران، حيث ينظر السعوديين الى أي مكاسب تحققها ايران في كل قضية رئيسية ذات أهتمام الإقليمي , على انها بمثابة خسارة” لهم ويبدأون بقرع جرس الإنذار.
فمن وجهة نظرهم فان الولايات المتحدة قد انهارت على نحو فعال وسمحت لايران بالخروج من ورطتها.فلم يكن من المفترض أن يسمح للإيرانيين بتخصيب اليورانيوم محليا ولكنهم حصلوا على امتياز بمبلغ ٧ بليون دولار.
واعتبر الكاتب أن تمدد إيران في منطقة الشرق الأوسط “يقلق السعودية أكثر من برنامجها النووي”. ضاربا مثلا على ذلك بتدخل قوات الحرس الثوري الايراني لمساعدة المناطق الشمالية من العراق، بما في ذلك المناطق الحدودية الكردية، فلولا ذلك التدخل لكان تنظيم”داعش” منتشرا في انحاء البلاد.
وأما في سوريا فيرى الكاتب أنه مع بدء الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يبدو أن” الضغوط على بشار الأسد حليف ايران قد خف”. فبينما كان هناك اصرار على إزاحته عن السلطة، فان شائعات تسري في الغرب تشير الى “ التفكير في التعامل معه للمساعدة في مكافحة التهديد الاكبر للدولة الإسلامية”.
الكاتب اعتبر أن “ المتمردين الشيعة في اليمن والمتظاهرين في البحرين “يجعلون الأوضاع اكثر سوءا للسعودية التي تجد نفسها”محاصرة من قبل ايران من كافة الجهات”. ومع حسن “ استفادة ايران من الفوضى القائمة” فيبدو ان السعودية التي ليست بصدد خوض مواجهة عسكرية مع ايران فإنها”اختارت الرد المناسب” عبر خفض أسعر النفط.
فالاقتصاد الإيراني يعتمد اعتمادا كبيرا على النفط والغاز، حيث تشكل نحو 60٪ من عائدات التصدير، و 25٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2013. فضلا عن التزام ايران بدعم سوريا وحزب الله والذي يكلف خزينتها الملايين من الدولارات. وفضلا عن ذلك فإن هذه اللعبة تتسبب بالضرر لروسيا التي تأثرت بانخفاض أسعار النفط بشكل ادى الى انخفاض في قيمة العملة الروسية التي فقدت 35٪ من قيمتها منذ يونيو الماضي.
لكن الكاتب يتسائل عن المدى الذي يمكن للسعودية فيه “ابقاء هذه اللعبة قائمة” وهو يرى بأن ذلك ممكن لبضعة شهور وبعد ذلك قد تضظر السعودية الى “إعادة النظر في استراتيجيتها”.
وفيما يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر اليوم على مساحة من الأراضي في سوريا والعراق تعادل مساحة بريطانيا , فإن الكاتب يرى بان هذا التنظيم يشكل خطرا على آل سعود الذي يدعوهم ب”آل سلول”, وبالتالي فلابد للرياض من القبول وعلى “ مضض “ بتعاون امريكي ايراني للقضاء على التنظيم.
ويختتم الكاتب مقالته بالقول بأن” عدم الثقة ما زالت عميقة،ولايبدو أن تهديد داعش قد اوقف سعي السعودية للفظ ايران”.