العراق / نبأ – التنسيق في مواجهة الإرهاب بالعراق لن يمر عبر مسارات مناوئة لطهران، إستحالة يبدو أن الدوائر السياسية السعودية باتت على اقتناع بمقتضياتها، في السياسة والأمن تتجه السلطات العراقية نحو مزيد من التعاون مع نظيرتها الإيرانية، مشاركة قاسم سليماني المباشرة والشخصية في إدارة المعارك مع مسلحي داعش على غير مساحة نموذج من ذلك التعاون، يضاف إليه تسليم إيران العراقيين مقاتلات من طراز سوخوي خمسة وعشرين ومشاركتها في ضرب مواقع التنظيمات الإرهابية على أراضي بلاد الرافدين.
مشاركة ودعم ظهر رئيس الوزراء العراقي في مقابلته التلفزيونية الأخيرة ممتنا لهما إلى أبعد الحدود، حيدر العبادي كان واضحا في قوله إن إيران تقف مع العراق في صراعه الوجودي وإنها لم تبد ترددا عندما تعرضت بغداد للتهديد، ولم يكتف العبادي بتلك المواقف، بل ذهب إلى القول إنه ليس مستعدا لتخريب علاقاته مع طهران لمجرد أن الآخرين طلبوا منه ذلك. باختصار لا يمكن للعراقيين معاداة جيرانهم الإيرانيين، حقيقة استقرت على الأرجح في العقل السياسي السعودي، الإستقرار هذا حمل للمملكة أكثر من تطور إيجابي سياسيا وأمنيا والمؤكد أنه سيحمل لها المزيد في المرحلة المقبلة.
إجتهاد رئيس الوزراء العراقي في استمالة العشائر الموالية للسعودية ودمجها في الجسم العسكري عن طريق ما سمي الحرس الوطني بعض من تلك التطورات، تطورات من المتوقع أن تمتد إلى مجالي حفظ الحدود وتبادل السجناء، كلام سعود الفيصل في بروكسل لم يتولد من عبث ولم يتحدر من فراغ، إشادة الوزير السعودي بالتوجهات الوطنية لحكومة العبادي تحمل دلالات سياسية غير خافية.
رأس الدبلوماسية الملكية لم يقصد حتما توجهات العبادي فيما يتصل بالعلاقة مع إيران، إنفتاح السلطات العراقية على دول الخليج وميلها نحو استرضاء الشرائح العشائرية على رأس المقاصد السعودية، مقاصد يؤمل أن لا تنزلق بالعراقيين نحو تدمير المكاسب الديمقراطية وتغذية المحاصصة الطائفية.