السعودية / نبأ – نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقالا للكاتب فريدريك ويري تحت عنوان المملكة السعودية تواجه مشكلة مع الشيعة.
التقرير أشار إلى أن أصدقاء واشنطن في الرياض لا زالوا ماضين في سياسة القمع والتهميش ضد ما يقارب من خمسة عشر بالمئة من السكان، وهو ما يقود إلى كارثة، بحسب ويري.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الكاتب زار العوامية بالمنطقة الشرقية ورأى الانعزال التام لتلك المنطقة، واصفا حال المنطقة بالفقر الصارخ الذي يتناقض بشكل حاد مع ما يمكن أن يتصوره الناس عندما يفكرون في السعودية.
ويري قال أن دخوله للعوامية لم يكن سهلا، حيث سار عبر طرق غير مُعبَّدة وفي بساتين النخيل، ولكن عند وصوله للبلدة وجد حضورا أمنيا ضخما ممثلا في أسوار عالية وعربات مدرعة وجنود.
التقرير تطرّق إلى أن أول موجة من مظاهرات الربيع العربي في 2011م قُتل خلالها نحو 20 شابا من العوامية وبلدات شيعية أخرى على يد القوات الحكومية سواء خلال مظاهرات سلمية أو في عنف متبادل مع الشرطة، بحسب تعبيره.
وذكر التقرير بأن مطالب المواطنين الشيعة هناك تجاوزت الإصلاحات الخاصة بهم إلى المطالبة بإصلاح القضاء وإطلاق سراح السجناء السياسيين ووضع دستور وسلطات أوسع للهيئات المنتخبة وهي المطالب التي تجعل منهم مهددين.
وأضاف التقرير إلى أن الحكم بإعدام رجل الدين البارز الشيخ نمر باقر النمر في أكتوبر الماضي وقتل عدد من المصلين الشيعة مطلع الشهر الماضي بمنطقة الأحساء؛ يسلط الضوء على التناقضات الفادحة في واحدة من الدولة الحليفة التي تهيمن على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، مشيراً إلى أن الرياض تعهدت بمحاربة ما سمّاها ببربرية “داعش” لكنها في نفس الوقت أقدمت على سياسيات داخلية طائفية، بحسب قوله.
وطالب الكاتب واشنطن بضرورة الاستمرار في تشجيع الرياض على القيام بإصلاحات تمنح فرص المساواة السياسية والاقتصادية لكل المواطنين، بغض النظر عن طوائفهم، مشيرا إلى أن مثل هذه السياسات لن تتعامل فحسب مع مظالم الشيعة في المدن المضطربة كالعوامية، ولكنها ستواجِه كذلك الدعوات التي تُحرض السعوديين على الاندماج في صفوف التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها داعش.