إستراتيجية الدوحة الصعود على الساحة بالغالي والنفيس، والتوازنات السياسية متناقضة

تقرير إخباري – قطر / نبأ – نشر موقع كونفرسايشن الاسترالي تقريرا تحت عنوان "الصعود كان مذهلا الا ان قطر لديها العديد من المشاكل الى جانب كرة القدم". التقرير يتناول العوامل التي جعلت قطر تبرز كلاعب اقليمي فاعل، كما يتطرّق إلى المخاطر التي باتت تهدد مكانتها، والتي باعت الغالي و النفيس من أجل تأسيسها، بحسب ما جاء في التقرير.

من بين العوامل العديدة التي تفسر صعود قطر المفاجئ على الساحة  هو عملها على الحفاظ على توازنات سياسية غير متوافقة، فالحاجة لتنويع الدعم الخارجي للبلاد جعل قطر تستضيف القاعدة الاقليمية المركزية للولايات المتحدة، مع شبكة قناة الجزيرة التي اتخذت منحا مناهضا لواشنطن في بداياتها كاتجاه قطري لاستخدام القوة الناعمة.

كما ان الدوحة التي حافظت على علاقات متميزة مع إسرائيل من جهة،  وفّرت ملاذا آمنا للإسلاميين من جهة اخرى. وفي الوقت الذي تعتمد فيه الدوحة، وبشكلٍ كبير، على الولايات المتحدة للحفاظ على أمنها؛ فإنها تتقاسم أكبر حقل للغاز مع جارتها إيران  .

هذا الى جانب العديد من الأمثلة الأخرى لاستراتيجية الدوحة للترويج لصورتها بوصفها قوةً صاعدة، وقد صمّمت تحركاتها بشكل يُصور البلاد وكأنها محور مركزي مؤثر على التوازن العالمي .

بيد أن هذا الهدف لن يكون سهلا بالنسبة لدولة قطر، فمع بروز ازمة كأس العالم التي تمر بها قطر حاليا، أُثيرت محنة العمال المهاجرين و ظروفهم القاسية، اضافة الى الشعور المتزايد بأن الدعم القطري للإسلاميين يهدد الأمن الإقليمي.

ويرى مراقبون انه ربما لاعتبارات الكبرياء الوطني؛ فإن القيادة القطرية سوف تقاتل بضراوة للحفاظ على كأس العالم، الا انها على علم بأن التحديات التي تنتظرها – في الحقيقة – قد بدأت لتوها، وأنّ الطريق مليئة بالصّعاب.