قطر / نبأ – خاب المبطلون والتأم الشمل الخليجي، في قلب العاصمة القطرية الدوحة اجتمع الملوك والأمراء وأولياء العهود، كِسواتهم العباءات البيض الباعثة على الإنسجام والوضوح والصفاء، شعارهم أعلام الأشقاء وراية الوحدة والتعاون، كلمتهم المصافحة والقبل والتحيات وسلام لا ينفد، ومستقرهم إمارة صغيرة لطالما اشتعل النزاع بينها وبين نظائرها الكبريات، قد تكون هذه هي خلاصة الرسالة المراد توصيلها من اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة.
رسالة يقتصر مفعولها على البروتوكولات والشؤون الدبلوماسية وشكليات يتقن الخليجيون تأديتها جدا وتسعفهم أموالهم الطائلة في تلميعها وتظهيرها، وحدها الظروف الإقليمية والدولية السياسية والأمنية يمكن أن تجلي خلفيات الود المفاجئ وغير المفهوم بالنظر إلى منطق السردية الخليجية. يشعر الملوك والأمراء بالقلق حقا، أمنهم القومي هو شغلهم الشاغل راهنا واستحقاقهم الداهم وعملهم الذي لا يحيدون عنه، كيفما توجهوا كان حديثهم وأينما حلوا كان مقصدهم، مقصد يرى الخليجيون أن أكثر من تطور خطير وغير مسبوق يفرض السعي الجاد في سبيل تحقيقه.
أنصار الله يتقدمون في اليمن مقاربين باب المندب ذا الأهمية الإستراتيجية، خطر داعش المحدق بالحدود الشمالية للمملكة السعودية لم يطمس ولم يقض عليه بعد، واشنطن تتردد وتسوف في الإستجابة للمطالب الخليجية المتعلقة بالأزمة السورية، موسكو تستغل الفرصة السانحة وتصعد حراكها السياسي الذي قد يؤتي ثماره حوارا سوريا سوريا في روسيا، والأهم من ذلك كله تواصل المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية في ظل معارضة أمريكية واضحة لفرض المزيد من العقوبات على طهران، مفاوضات قد تسفر في نهاية المطاف عن اتفاق أمريكي إيراني يعتبر الخليجيون أنهم لن يكونوا بموجبه إلا كبش محرقة أو الجوكر صاحب الخسارة الأكبر في أحسن الأحوال.