انتهى الزّعماءُ الخليجيّون من اجتماعهم السّنوي، بعد شدٍّ وعُسْرة..اجتماعٌ لم يدم يوماً كلاماً. كلماتٌ مكتوبةٌ بإمعانٍ من المستشارين الذين يعرفون من أين تُؤكل الأزمات.. الابتساماتُ التي جُرَّتْ على الوجوهِ جرّاً؛ لم تُخفِ الخلافاتِ المُؤجَّلةَ، والمُبيَّتةَ، والمُخفَّفةَ، التي مرَّ عليها المجتمعون وكأنّ شيئاً لم يكن.
البيانُ الختاميُّ أرادَ أن يُمعِنَ في إخفاءِ المخفيّ، وأن يُظهِرَ إظهارَ المنفي.. وفي كلّ الحالاتِ كانَ الفشلُ واضحاً، ولو قيل عن نجاح قمّةِ الدّوحة ما قيل من أشعارٍ وخطابات.
شعوبُ ما بعد ألفين وأحد عشر، ليست كمثل ما قبله. الشّعوبُ في الخليجِ لم تعد تُصدِّق الدّيباجاتِ الملكيّةَ والخطبَ المُكرَّرةَ لأصحاب السّمو والعظمة. كلُّ شيءٍ بات مكشوفاً، والاقنعةُ التي يلبسُها المترفّعون فوق الكراسي الذهبيّة، ما عادت تفلَح في إبهارِ الشّعوب، ولا في استحمارها.. لقد ولّى زمنُ العبيد والأسياد.. وخيرٌ لحكّام الخليجِ أن يُنصتوا لشعوبهم اليوم، قبل أن يُصبح الإنصاتُ في الغدِ غيرَ مجدٍ.. وتُصبح الفائدةُ منه كفائدة الرّمادِ الفاسدِ بعد اندلاع النّيران والبراكين…