السعودية / نبأ – علاقة جدلية تبادلية تجعل مهمة التطهر الذاتي من الإرث الوهابي مهمة شبه مستحيلة، أكثر من تجربة تاريخية سعودية تجلي تلك الإستحالة على نحو واضح، بحكم الحقائق والوقائع المحفوظة لا يجسر الملوك والأمراء على تعديلات يمكن أن تقلب الموازين وتبدل المعادلات وتغير الأوضاع، جل فعلهم خطوات مدروسة بدقة وعناية بالغتين بما لا يغضب المتشددين ولا ينافي الفلسفة الملكية، فلسفة يشكل الصراع على العرش معلما رئيسا من معالمها، على مر التاريخ السعودي لم يترق أحد ولم يعزل ولم يتبدل ولم يعف إلا على خلفية نزاع مبطن يسري بهدوء في الأروقة الحاكمة، النزاع قد يحمل أصحاب الملك على الحومان حول حمى ما يسمى الإصلاح تلميعا للصورة ومناكفة للخصوم، سعود بن عبد العزيز المصداق الأوضح والأكثر بروزا والأعمق دلالة على ذلك، مصداق لا تفتأ المملكة السعودية تقدم المزيد من تجاربه المستنسخة بلباس حداثي وستار تقدمي وشعار معصرن.
بالنتيجة، يصعب التصديق بوقوع تغييرات جذرية في الهيكلية الحاكمة بالمملكة، الحاجات المتبادلة بين الجناح السعودي والجناح الوهابي من جهة والتنازع المجتر بين أنجال الملك وأحفاده من جهة أخرى وجهان جليان لتلك الصعوبة إن لم تكن الإستحالة. ليست قرارات الملك عبد الله بن عبد العزيز الأولى من نوعها، نظائرها أكثر من أن تحصى في عجالة، وليس حديث التنزه الأول من نوعه، شبيهه لم تخل منه الأوساط السياسية والإعلامية طيلة عقود من عمر الحكم السعودي… وحدها التداعيات الداخلية للتناقضات الفاحشة والنزاع المزمن يمكن أن تجلي النتيجة الحتمية لقرارات قيل يوما إنها إصلاح.