أخبار عاجلة

تقرير | المبادرة تستند على التقدم الميداني للجيش والتجاذب الإقليمي

سوريا / نبأ – الحضور السوري في حوارات روسيا بدأ التباحث الأمريكي الروسي فيه يدخل مرحلة جادة، مسؤولو واشنطن سلموا نظراءهم في موسكو لائحة ببعض الأسماء المحبذة لديهم، لائحة سرعان ما نقلها الدبلوماسيون الروس إلى دمشق حيث أعلن السوريون موافقتهم على بعض أسمائها وسجلوا اعتراضهم على أخرى، قليل من المد والجزر والأخذ والرد وتم تحديد موعد اللقاءات السورية السورية في العاصمة الروسية.

لقاءات تجتهد موسكو في إرسائها على أسس واضحة، المكافحة الشاملة للإرهاب وتصدر الجيش السوري وضمان عدم التدخل الأجنبي في سوريا أبرز تلك الأسس وأولها. تضاف إليها تقوية عناصر الحل الداخلية والشروع في عملية سياسية بعيدا من التأثيرات الإقليمية. السعي في هذه العملية يبدو متوازيا ومتلازما مع الحراك الجاري على خط تجميد القتال في مدينة حلب، نائب المبعوث الدولي إلى سوريا رمزي عز الدين يجتمع مع المسؤولين السوريين لعرض آليات تنفيذ مبادرة ستيفان دي ميستورا.

العرض لن يكون سهلا على الأرجح، عز الدين محمل برسائل غير مشجعة أودعها في جعبته قادة المعارضة السورية في مدينة غازي عينتاب التركية، هؤلاء اشترطوا على دي ميستورا توسيع حدود تجميد القتال لتشمل الأرياف الحلبية وصولا إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إشتراطات من شبه المؤكد أن دمشق لن تقبل بها، بالنسبة إليها لن يؤدي تمديد رقعة التجميد من دون وقف تدفق السلاح والمسلحين إلا إلى منح المعارضة منطقة إستراتيجية تتحول شيئا فشيئا إلى منطقة عازلة دونما حاجة إلى قرار دولي، من هنا، لن يفرط السوريون بمكاسبهم الميدانية المتمثلة في مشارفة الإطباق على حلب الشرقية وقطع خطوط الإمداد الأخيرة للمسلحين في الكاستيلو.

المكاسب الميدانية يقابل تحقيقها عمل مكثف على الخط السياسي، عمل تستهدف موسكو من خلاله استعادة زمام المبادرة ونزع فتيل أية مشاريع من نوع المناطق العازلة أو العمل العسكري ضد سوريا، مشاريع يظهر أن الولايات المتحدة حولتها إلى الأدراج أقله مؤقتا، تماما كما حولت دول الخليج طموحاتها إلى الثلاجة بانتظار ما ستسفر عنه الجولات الروسية، بيان قمة الدوحة حمل أكثر من رسالة على هذا الصعيد، مكافحة شاملة للإرهاب وحل سياسي في سوريا هما العنوانان الأبرز، عنوانان يبدو أنهما سيصبحان شعار الديناميات السياسية في المرحلة المقبلة، جنيف ثلاثة أو موسكو واحد لا فرق، المهم أن الجميع بات مقتنعا بضرورة حقن الدماء والعودة إلى طاولة المفاوضات.