مواقع التواصل الاجتماعي: مسرح القمع الجديد في السعودية

السعودية / نبأ – نشر موقع التقرير تقريراً تحدث فيه عن مواقع التواصل الإجتماعي وكيفية تعاطي السعوديين معها على أنها "الملاذ الأخير"، وأشارت الكاتبة سحر القحطاني إلى أنّ هذه المواقع من السبل القليلة التي يمكن للسعوديين من خلالها التعبير عن آرائهم ومناقشتها دون "وصاية".

ولفتت الكاتبة إلى أنّ السعودية تصدّرت دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لموقع “تويتر”، مشيرةً إلى أنّ تويتر يحفل بانتقادات كثيرة حادة للأوضاع العامة في المملكة، ويتفاعل السعوديون في العديد من قضاياهم سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو حتى دينية.

وتطرق التقرير إلى البرامج السعودية على موقع يوتيوب التي تحظى بشعبية كبيرة في المملكة، ما استقطب ملايين من المشاهدين، حيث يراها البعض أنها البديل للسينما، التي تحظرها السعودية، وأنها تختلف كثيرًا عن الإعلام التقليدي البعيد عن بيئة المواطن ولغته.

وذكر التقرير، أنّ وتقدم شركة  “يوتيرن” ومقرها في مدينة جدة غرب المملكة، مجموعة من البرامج  في اليوتيوب للترفيه وقد حققت نسبة مشاهدة عالية جدًّا من خلال معالجة وطرح المواضيع والأحداث والأخبار، وباتت القناة تحظى باهتمام بالغ في الشارع السعودي، ويتابع القناة “يوتيرن” الآن أكثر من 300.000 مشترك، وهذ البرامج مثل ” ايش اللي”، “صاحي”، ” الفئة الفالة”، ومعظم مقدميها من الشباب. 

وأشار إلى أنّ البرنامج الكرتوني “مسامير” الذي يخرجه الرسام السعودي مالك نجر، هو أحد أشهر البرامج ويحقق نسبة عالية من المشاهدة، حيث يتناول قضايا وظواهر اجتماعية، وينتقدها بقالب كوميدي.

ولفت إلى أنّ شهرة “نجر” بدأت عندما نشر عملًا كرتونيًا سماه “السبب الحقيقي وراء كارثة جدة” بعد سيول جدة لعام 2009.

ورأت الكاتبة إلى أنّ السلطات تعمل على إرغام بعض الناشطين بالتوقف عن التغريد على موقع “تويتر” رغم هذه المساحة الضيقة من الحرية الذي يتمتع بها السعوديون في العالم الافتراضي"، مشيرةً إلى"اعتقال بعض المغرديين، وصدرت بحقهم أحكام بالسجن، وكان من بينهم ثلاثة محامين سعوديين، أحدهم خريج كلية الحقوق في جامعة هارفرد، وفي مارس من العام الجاري اعتقل ثلاثة شبان بعد أن وجهوا رسالة مباشرة للملك، عبر مقطع نشر في “اليوتيوب” متذمرين من الأوضاع المعيشية في البلاد".

وذكرت أنّه وفي ديسمبر عام 2013، أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا يوثق لجوء نشطاء سعوديين إلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لربط العلاقات، ومناقشة الأفكار، ودعم الإصلاحات الاجتماعية والسياسية. وقالت إنّ “السلطات السعودية قامت باعتقال ومحاكمة نشطاء لإسكاتهم وإخماد دعواتهم للتغيير”، مشيرة إلى أنّ المنظمة قالت في يونيو الماضي أنها “تتبع برامج التجسس التي تستخدمها السلطات السعودية في القطيف، وهي المنطقة الشرقية ذات الأقلية الشيعية، وكانت هذه المنطقة قد شهدت احتجاجات مستمرة ضد سياسات الحكومة منذ 2011، وتعرّضت فيها المعارضة السلمية إلى القمع” بحسب تعبير المنظمة".

وذكّرت القحطاني في تقريرها إلى أنّ السلطات السعودية قامت في عام 2011، باحتجاز الشاب فراس بقنة واثنين من طاقم  فريق عمل برنامج “ملعوب علينا” في يوتيوب، وذلك بعد نشرهم حلقة حول الفقر في السعودية،  في 10 تشرين الأول/أكتوبر، وتوقف برنامج “ملعوب علينا” منذ تلك الحادثة عن تقديم حلقات أخرى. حيث تم تصوير الحلقة في حي “الجرداية” أحد أكثر الأحياء فقرًا وسط العاصمة السعودية الرياض، وخلال 5 أيام حقق حوالي نصف مليون مشاهدة، وبعد 6 أيام من عرض الحلقة تم اعتقالهم، ولم يفرج عنهما إلا بعد أسبوعين في 31 تشرين الأول/أكتوبر، وتصدر خبر اعتقال فراس ورفاقه صحيفتي نيويورك التايمز الأمريكية والغارديان البريطانية.

وأشارت أنّ البرنامج اليوتيوبي”على الطاير” أعلن في عام 2013، أنه قد يتوقف عن عرض المزيد من حلقاته، وتوقف بالفعل البرنامج الذي يقدمه “عمر حسين”، وهو بحسب معديه “برنامج كوميدي ينظر إلى الأحداث والأخبار والشائعات بنظرة مختلفة نوعًا ما، تمكننا من الضحك على أنفسنا”، وهو نسخة سعودية من برنامج المذيع الأمريكي الساخر الشهير جون ستيوارت.

وانتقد حسين في الحلقة الأخيرة، الذي جاءت بعنوان “خربانة خربانة” أسلوب التعامل مع حملة تصحيح الأوضاع للمقيمين في المملكة، واعتقال الناشطين، وعرض خلالها فيديو قصير بعنوان “مملكة الإنسانية”.

وقال عمر في نهاية الحلقة بعد أن أشار أنها قد تكون آخر حلقة في البرنامج: “بعد فترة من متابعة نمط المشاكل في الأخبار، تبدأ في التساؤل عن بعض الأشياء، لكنك تتوقف عن التساؤل إيثارًا للسلامة الشخصية، لكن من الممكن أن تتحمس وتناقش قضية معينة، ومن ثم تصير في موقف لا يتمناه لك محب“.

ولفتت القحطاني أنّ في سبتمر الماضي، حجبَ موقع اليوتيوب برنامج “فتنة”، بطلبٍ من قناة “روتانا” الفضائية التي يمكلها الأمير الملياردير الوليد بن طلال، وذلك بدعوى انتهاك البرنامج حقوق النشر، باقتباسه بعض الحلقات التي عُرضت في القناة والتعليق عليها.

مشيرةً إلى أنّ “فتنة” الذي قدمه الشاب السعودي “عمر بن عبدالعزيز” -حصل على اللجوء السياسي في كندا- وهو يتناول قضايا سياسية وانتقادات صريحة، وأبرز القضايا التي تدور في المجتمع السعودي.

حيث تطرق البرنامج في حلقته الثالثة بعنوان “الله لا يغير علينا” ساخرًا فيه من تصريحات الأمير، متستغربًا من انتشار حمّى هذا القول، على الرغم من الأشياء الكثيرة التي يجب أن تتغير، ولماذا “الله لا يغيّر علينا”.

هذا ولا تنتهي تحذيرات المشايخ والدعاة من "التواصل الإجتماعي" بين السعوديين، إلى أن إعتبرها مستشار الملك السعودي أنها سبب إنتشار التطرف الذي يواجه الإسلام.