لبنان / نبأ – ميخائيل بوغدانوف في بيروت من جديد، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين يزور العاصمة اللبنانية للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، قادما من العاصمة السورية دمشق ومحملا بآمال خير كما قال حط الرجل رحاله في لبنان، هنا استهل مباحثاته بلقاء رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي، لقاء تناول بشكل معمق تطورات المنطقة وفق ما قال بوغدانوف.
التطورات الداخلية والإقليمية بحثها المسؤول الروسي كذلك مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، القلق حيال تلك التطورات هو السمة الأبرز في موقف موسكو، إلى جانبه دعوة واضحة لإجراء حوار شامل يضمن مصلحة لبنان الكبرى بحسب تعبير بوغدانوف، هذه الدعوة كررها مبعوث الرئيس بوتين عقب لقائه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي أسعد حردان، المسؤول الروسي أشار إلى أنه يلمس تجاوبا إلى حد معين لدى الأفرقاء اللبنانيين، مضيفا أننا نسعى لإيجاد الحلول المناسبة في إطار الحوار الوطني الشامل الذي يحترم المصالح والحقوق في لبنان وسوريا كما قال.
مواقف نائب وزير الخارجية الروسي وتحركاته تقاطعت مع الحراك الدبلوماسي الفرنسي حيال لبنان، حراك أفادت مصادر مطلعة بأن غايته الأولى إيجاد مرشح توافقي بعيدا من مرشَحي الثامن والرابع عشر من آذار. واستبعدت المصادر أن تؤدي جولة رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو إلى حل في حال رمي المسؤول الفرنسي الطابة في ملعب الأحزاب المسيحية، وقالت إن هذا يعني أن جيرو ينعى تحركه قبل انتهائه فالكل يعرف أن توافق المسيحيين من سابع المستحيلات. في غضون ذلك، قللت مصادر مقربة من تيار المستقبل من أهمية مبادرة جيرو، معتبرة أنها لن تسهم في حلحلة الوضع وأن الرئاسة في لبنان ما تزال بعيدة جدا.
إستبعاد يصعب الجزم بصحته بالنظر إلى المؤشرات السياسية والإعلامية الراهنة، تسارع التحركات الدبلوماسية الروسية والفرنسية وكثافتها في غضون أسبوع واحد ينبئ بأن ثمة محاولة حقيقية وجادة لإخراج الرئاسة اللبنانية من عنق الزجاجة، محاولة تبدو متقاطعة مع مجمل التطورات الإقليمية والدولية التي يأمل ميخائيل بوغدانوف أن تسلك سبيل التسوية في أسرع وقت ممكن.