السعودية / نبأ – حصاد قضائي ودعوي استعرضته السعودية تحت عنوان جهود المملكة في مكافحة الإرهاب، المتحدث باسم وزارة العدل فهد البكران قدم جردة شاملة حول المحاكمات المتصلة بتلك الجهود، أكثر من ألف وتسعمئة قضية نظرت المحاكم السعودية فيها خلال الفترة المنصرمة.
أبرز الإتهامات تنفيذ عمليات إرهابية أو تمويلها، المتهمون سعوديو الجنسية باستثناء ما لا يزيد عن اثني عشر في المئة منهم، الأحكام النهائية صدرت على حوالي ألف وثلاثمئة وعشرين شخصا من هؤلاء وتراوحت بين القتل تعزيرا والسجن، المتبقون والبالغ عددهم أربعة آلاف ومئتين وستة وأربعين شخصا ينتظرون أحكامهم النهائية بعد صدور الأحكام الإبتدائية بحقهم.
نسبة المدانين خلال العام الجاري فقط بلغت ثمان وثلاثين في المئة من إجمالي المحكوم عليهم منذ تاريخ إنشاء المحكمة، نسبة حملت زيادة لا تقل عن ثلاثين في المئة عما تم تسجيله في العام المنصرم. الجهود السعودية في ملاحقة الإرهابيين ومحاكمتهم رافقتها جهود دعوية في التصدي لآفة الإرهاب، هذا ما يقوله وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة توفيق السديري، الرجل يرى أن محاربة التطرف من الأمور التي أولتها الحكومة السعودية إهتماما كبيرا، ويضيف أن وزارته عملت مع الأجهزة الحكومية على مجابهة هذه الآفة، عمل استهدف حماية المجتمع وصيانة أفكار الشباب والناشئة بحسب تعبير السديري.
وزارة الشؤون الإسلامية واجهت الإرهاب عبر مسارات متعددة يسهب وكيل الوزارة في سردها، المتابعة والتدريب والبرامج الدعوية ومراكز الإرشاد والمطبوعات أبرز تلك المسارات، تضاف إليها الندوات المتخصصة وخطب الجمعة التي تفاعل القائمون عليها مع حملة محاربة الإرهاب السعودية. حملة لا يبدو المسؤولون السعوديون مخطئين إن أطنبوا في التحديث بسيرورتها ونتائجها، حالة طوارئ حقيقية أعلنتها المملكة مذ لامست أعلام داعش الحدود الشمالية وعاد كابوس المجاهدين العرب ليؤرق النظام السعودي، الطوارئ شملت تسكيت الأصوات المحرضة على الجهاد تحت راية الخلافة الإسلامية سواء داخل السعودية أم خارجها، كما شملت ملاحقة الخلايا النائمة والقبض على عناصرها وإحالتهم إلى محكمة ظلت عاطلة عن العمل مدة لا بأس بها.
المعضلة أن السواد الأعظم من المحكومين هم من أصحاب الأرض الأصليين بل ومن متخرجي مركز محمد بن نايف للمناصحة، والمعضلة كذلك أنه كلما كممت السعودية أفواه دعاة التكفير والتقتيل ظهر لها من هم خير مكانا وأقوى جندا، معضلتان تجليان حقيقة الأزمة البنيوية المتحكمة بمفاصل المملكة السعودية.