بريطانيا / نبأ – انتقلت الحرب الى شوارع المدن الغربية، وكأن هواجس الأشهر الماضية بدأت تتحقق.
الهجوم الأخطر من نوعه الذي تشار فيه أصابع الاتهام لعناصر ترتبط بتنظيم داعش، أتى مزدوجا.
الأول وقع وسط مدينة سيدني الأسترالية ونجح في شل الحياة هناك وتحويل قلب المدينة الى ثكنة عسكرية.
المهاجم الذي لم تعرف هويته بعد طلب احضار علم الدولة الاسلامية، والاتصال برئيس وزراء أستراليا بعد احتجازه ل 15 رهينة، في اشارة الى ارتباط المهاجم بتنظيم داعش.
في غضون ذلك، لم تتضح الى الآن طبيعة الهجوم الثاني الذي أعقب هجوم سيدني في مدينة غنت البلجيكية، حيث تحدثت السلطات عن محاصرة الشرطة لشقة يحتجز بداخلها أربعة مسلحين لرهينة، من دون أن تضح دوافع العملية.
لطالما حذرت التقارير الأجنبية من خطورة المقاتلين الأجانب وما انتهجته الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من سياسات التغاضي والتسهيلات لانتقال المقاتلين الى سوريا والانضمام الى التنظيمات المسلحة طمعا في تقويض نظام دمشق من جهة والتخلص من هؤلاء المتشددين داخل الدول الغربية من جهة أخرى.
والى أن تنجلي حقيقة الأحداث في كل من أستراليا وبلجيكا، يتقدم الحديث بقوة عن مخاوف متصاعدة لدى الحكومات الغربية ومجتمعاتها على السواء، من الأعمال الارهابية التي قد تطال هذه الدول.
أبرز المخاوف الى جانب العقيدة المتشددة لدى تنظيم داعش، هي طبيعة تركيب هذه الجماعة التي استقطبت أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب.
ففي سوريا وحدها بحسب صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، التحق أكثر من 16 ألف مقاتل أجنبي بالجماعات المتطرفة هناك، ويشكل المتشددون من حملة الجنسيات الغربية نسبة وفيرة من هؤلاء.
الأمر نفسه كانت حذرت منه صحيفة نيويورك تايمز الأميريكية مشيرة الى أن نصف عدد مقاتلي تنظيم داعش جاؤوا من دول أجنبية، ومنبهة إلى خطورة المرحلة التي يبدأ فيها المقاتلون الناجون بالعودة الى أوطانهم في الغرب.
وكانت صحيفة ليكو البلجيكية قد تحدثت عن أن حوالي 400 بلجيكي انتقلوا للقتال في سوريا، وقد عاد منهم 90 شخصا إلى بلجيكا.