سوريا / نبأ – لا يتوقف ستيفان دي ميستورا عن جولاته المكوكية، المبعوث الدولي إلى سوريا يتنقل من عاصمة إلى أخرى في محاولة لحشد الدعم لمبادرته المتعلقة بمدينة حلب، آخر محطاته العاصمة السعودية الرياض، هنا التقى الرجل المسؤولين السعوديين آملا في الحصول على تسهيلات تضع خطته على سكة التنفيذ، تسهيلات لا يبدو أن خلف الأخضر الإبراهيمي حصل على مقدار مطمئن منها خلال لقاءاته في العاصمة البلجيكية.
لم تكد تمر فترة وجيزة على مغادرة دي ميستورا بروكسل حتى اشتعل سجال أوروبي حول مبادرته. باريس ولندن أعربتا عن تخوفهما من أن تكون المبادرة توطئة لتكرار سناريو حمص وإعادة الشرعية لدور الرئيس السوري بشار الأسد، العاصمتان الأوروبيتان تنظران بقلق إلى تقدم الجيش السوري المتسارع في حلب، تقدم قد يعني في حال تنفيذ خطة دي ميستورا تكريس سيطرة النظام على المدينة وإسقاط المعارضة، من هنا تتردد الدولتان في إسباغ الشرعية على مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا تحت شعار افتقارها إلى الكثير من التفاصيل والضمانات.
ضمانات لا يرى الجناح الأوروبي المضاد مبررا للمبالغة في التشديد عليها، مؤيدو دي ميستوار اعتبروا أن خطته تستهدف تحويل مدينة حلب إلى قدوة إيجابية، مؤكدين قدرتها على إحداث اختراق في جدار الجمود والعداوة. ودعا وزير خارجية لوكسبمورغ جون أسلبورن إلى ما أسماه كوبنة حلب، في حين نعتت وزيرة خارجية السويد مارغريت والستروم خطة المبعوث الأممي بالأكثر واقعية، محذرة من اتخاذ الصعوبات مبررا للتردد.
هذا الجدل حسمته وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي مرجحة كفة دي ميستورا، فيديريكا موغريني اعتبرت مبادرة المبعوث الأممي أمرا حاسما لأسباب إنسانية وأمنية، مشددة على ضرورة إنجاحها. موقف إيجابي جاءت بعض بنود البيان الصادر عن المجتمعين في بروكسل لتدفعه قدما، البيان اعتبر الإئتلاف المعارض جزءا من معارضة معتدلة تستحق الدعم، وأعلن استعداد الإتحاد الأوروبي للتعامل مع الجهات الإقليمية والدولية الفاعلة من أجل تسوية الأزمة السورية. في المحصلة، يبدو ستيفان دي ميستورا سائرا في حقل ألغام متعددة الأشكال والأحجام والنوعيات، ألغام يأمل السوريون أن يفلح المبعوث الأممي في تفكيكها توطئة لوقف النزيف في بلادهم.