لبنان / نبأ – وفد من قيادات قوى الرابع عشر من آذار في العاصمة السعودية الرياض، رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق يزورون المملكة بطلب من رئيس حزب المستقبل سعد الحريري، الأخير استدعاهم على عجل إلى منزله في الرياض للتباحث في ما آلت إليه محادثات أزمة الرئاسة اللبنانية، مآلات شكلت محور اللقاء الرئيس بين الحريري من جهة ورئيس حزب القوات اللبنانية من جهة أخرى، الصديق الماروني كما تسميه السعودية استعرض وحليفه نتائج اجتماعاته بوزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله ورئيس الإستخبارات العامة خالد بن بندر بن عبد العزيز، إجتماعات جاءت بناء على دعوة رسمية وجهت إلى جعجع وفق ما تؤكد معلومات صحافية.
وتضيف المعلومات أن المملكة ستحاول الموازنة بين المبادرات الفرنسية والإيرانية والروسية، إلا أنها تصر في الوقت نفسه على أن يكون رئيس القوات الممر الإلزامي لاختيار رئيس للجمهورية. إصرار ربما لا يتجاوز حدود الخروج من الأزمة بشكل مشرف، هذا ما توحي به مصادر مقربة من البطريركية والفاتيكان، المصادر تعرب عن اقتناعها بأن الأزمة الرئاسية شارفت نهايتها، متحدثة عن قرار إقليمي دولي كبير بوضع حد لشغور سدة الرئاسة في لبنان. ورجحت أن تكون الغاية من زيارة جعجع إلى السعودية التشاور مع المعنيين هناك في مشروع حل للأزمة، مشروع سيتوجه به رئيس القوات مباشرة إلى الرابية بهدف عرضه على رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون بحسب ما تؤكد المصادر.
هذه الرواية المتفائلة بسيرورة المحادثات تقابلها رواية أخرى أقل تيمنا إن لم تكن تشاؤمية بالمطلق، أوساط على صلة بكواليس السياسة اللبنانية تؤكد أن الممنوعات والمحظورات المعممة في سوريا والعراق يسري مفعولها في لبنان، مضيفة أن الصراع مفتوح على الإحتمالات كافة. وترى هذه الأوساط في زيارة جعجع إلى السعودية ردا مباشرا على جولة مساعد وزير الخارجية الروسي في لبنان، متابعة أن الزيارة تشكل في الوقت نفسه إنذارا إلى الكتائب بعدم التفرد بعملية التقرب من حزب الله. بالنتيجة، يصعب الجزم بما ستسفر عنه التحركات المكوكية على خط الرئاسة اللبنانية، كلمة السر القادمة من الرياض قد تحمل بشارات خير توطئ لحل ناجع وقد ترجع على اللبنانيين بإحداثيات تصعيد جديد لا يعلم إلى أين سيفضي، الحسم رهن الأيام المقبلة.