السعودية / نبأ – ذهب وزير النفط في المملكة علي النعيمي إلى أن هبوط أسعار النفط ليس إلا حالة مؤقتة وعابرة، مجددا رفضه خفض الإنتاج ومتذرعا في ذلك بالقول إنه لا يمكن للمملكة أو لأوبك خفض حصتيهما في السوق وزيادة حصص الآخرين.
الحجة عينها تحضر في تصريحات المسؤولين الإماراتيين، وزير الطاقة سهيل المزروعي يطمئن إلى أن انخفاض الأسعار لن يستمر طويلا وأن السوق ستعود إلى التوازن، مجددا القول إن بلاده لن تتأثر بالأزمة الراهنة. تأثر لا تجد الكويت نفسها بعيدة منه، وزير الدولة الكويتي محمد الصباح حذر من أن السكين تعدت العظم وعلينا جميعا التعامل مع هذا الوضع، التحذير سبق لوزير المال أنس الصالح أن سجله بالقول إن الكويت ستسجل عجزا في موازنة العام المقبل وإنها قد تلجأ للإقتراض من احتياطها العام أو من السوق لتمويل مشاريع التنمية.
وحدهما السعودية والإمارات تظهران الأكثر تحمسا للمضي في المغامرة كما يصطلح على تسميتها الخبراء، أجهزة المملكة الدعائية وأدواتها الإعلامية لا تفتأ تروج للتكتيكات النفطية الحالية بوصفها سياسة متزنة وبعيدة الأمد، ضمان الأسعار العادلة للمنتجين والمستهلكين هي العلة الأبرز في سردية المدافعين عن إغراق الأسواق، سردية لا يرى فيها المحللون الإقتصاديون أكثر من محاولة لذر الرماد في العيون، تماما كما لا يرون في الصمت الأمريكي عما يسمونه الإرهاب المالي السعودي إلا سعيا حثيثا في إبادة أعداء النظام العالمي الجديد.
تمضي المملكة في سياسة تصفها بالحكيمة والإستراتيجية، تلزم الولايات المتحدة الحياد دفاعا عن نظام إعادة تدوير البترودولار، تتراجع احتياطات شركات الطاقة ويجد أصحابها أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما بيع الأصول بأسعار إضطرارية أو التخلف عن سداد الديون، تدخل الأسهم العالمية في أتون التراجع ويدب الذعر في أسواق الإئتمان، وتستمر الخطة المتهورة وفق ما يصفها المراقبون، خطة يحذر الكثيرون من أن تداعياتها لن تقتصر على المعسكر المعادي لواشنطن بل ستطال طابخي السم كذلك.