تقرير| حقيقة السجون السعودية.. شهدت السجون عمليات تعذيب وثقتها جمعيات حقوقية محلية


السعودية/ نبأ (خاص)- دأبت وزارة الداخلية في المملكة منذ العام الماضي على تسريب صور لغرف فخمة، تقول إنها من داخل سجونها السياسية المنتشرة في جميع مناطق البلاد. وكان الإعلامي عبدالعزيز قاسم وهو محسوب على وزارة الداخلية؛ زار أكثر من سجن سياسي في السعودية، لينشر بعدها سلسلة من المقالات في صحيفة الوطن العام الماضي واصفاً هذه السجون بأنها تشبه الفنادق من فئة الخمس نجوم.

وكانت وزارة الداخلية سربت إلى وسائل الإعلام المحلية الأسبوع الماضي صوراً لما تقول إنها حفلة زفاف لمعتقل قامت بإقامته في سجن الطرفية السياسي في مدينة بريدة. وجاءت آخر التسريبات أول من أمس لكن هذه المرة عبر قناة العربية، التي نشرت صوراً تقول إنها لسجن الحاير السياسي الذي يقع ٣٠ كيلو جنوب الرياض.

وتأتي هذه التسريبات من السلطات السعودية، في وقت ظهرت فيه مقاطع فيديو لسجناء سياسيين، أحدهم أصيب بالشلل الكامل جراء التعذيب، وآخرون سُلمت جثثهم لعائلاتهم بعد موتهم في المعتقلات. وقال الناشط السوري رائف الغانم الذي اعتقل في السعودية لعامين وتنقل خلالها في سجون سياسية عدة قبل أن يُسلم للمخابرات السورية، قال “إن الصور مزورة، ولا تعكس حقيقة السجون التي كنتُ معتقلاً فيها ومنها سجن الحاير”.

وكان الناشط السعودي محسن العواجي التقى بوزير الداخلية الراحل نايف بن عبدالعزيز عام ٢٠٠٠ بعدما قضى في سجن الحاير خمس سنوات، وفتح معه موضوع التعذيب في المعتقلات السياسية. ونفى الأمير علمه بهذا الأمر وطلب من العواجي أن يلتقي بسجناء من ضحايا التعذيب وأن يأخذ منهم شهاداتهم بخط أيديهم وأسمائهم وأن يرفعها إليه، وهو ما تم.

وسربت جمعية “حسم” الحقوقية في ٢٠١١ التقرير الذي كشف فيه نحو عشرين شخصاً وبإسمائهم عن عمليات التعذيب التي تعرضوا إليها، ومنها التعرية الكاملة والطلب منهم ممارسة الفاحشة، والتهديد بجلب الزوجات واغتصابهن، إلى جانب وسائل تعذيب أخرى، منها التعليق لأيام والضرب حتى الإغماء والتسهير ليال طويلة، إضافة إلى سب الله صراحة والدوس على المصحف بالأقدام. وقالت الجمعية إن رد الأمير نايف على الشهادات التي قدمها بعض السجناء أمامه مباشرة، هو القيام بتوقيف الضباط المتورطين في عمليات التعذيب مع استمرار صرف مرتباتهم، إلا أنه أعادهم إلى العمل بعد ذلك وتمت ترقيتهم.