سوريا/ نبأ (خاص)- يزداد تنظيم داعش في منطقة القلمون نفوذا وقوة.
الحرب الدائرة بين الأخير وباقي المجموعات المسلحة في سوريا قرب حدود لبنان الشرقية هدأت في الساعات الأخيرة.
هدوء ما قبل عاصفة مرتقبة، تنذر بسيطرة أوسع لداعش في هذه المنطقة على حساب الجيش الحر وجبهة النصرة، القلمون كانت آخر النقاط في الجغرافية السورية تصل اليها شرارة التناحر بين مختلف الفصائل المسلحة في سوريا، تعايش استمر لأشهر بين هذه التنظيمات، أسهم في خلقه الاجتماعُ على أعداء مشتركين شرقا في سوريا وفي لبنان غربا.
أما العنصر الثاني والأهم فكان ضعف تنظيم داعش في تلك المنطقة.
عوامل مختلفة يعددها مراقبون، ساعدت التنظيم على كسب نفوذ أوسع في هذه المنطقة، بعد أن كانت جبهة النصرة تتصدر المشهد هناك.
نجح داعش في استقطاب عدد من أجنحة الجيش الحر لمبايعة زعيمه أبي بكر البغدادي في نوفمبر الماضي كلواء القصير وكتائب الفاروق المستقلة، عامل ساعد على رفد عديد التنظيم في جرود القلمون وقراه.
عامل مساعد آخر تمثل في قيادات وكوادر داعشية وصلت الى القلمون حاملة خططا لاعادة هيكلة التنظيم وانتشاره هناك.
كما تمكن داعش من ايصال امدادات وتعزيزات من مناطق تواجده في الشرق السوري خارقا الحصار المفروض من جهة الجيش السوري.
اللبنانيون من جهتهم ينظرون الى هذه التطورات كمؤثر في قضية العسكريين المختطفين، اذا ما استكمل داعش مسعاه في السيطرة على منطقة القلمون واستتباعا على جرود عرسال والشريط الحدودي، نظرا لحسابات هذا التنظيم المختلفة عن باقي الفصائل فضلا عن تشدده الذي سيزيد الملف تعقيدا.
سؤال آخر يستبق هذه المرحلة، ويتعلق بطبيعة المواجهة العسكرية واذا ما كان التحالف الدولي سيتدخل بطريقة مباشرة في المعركة الى جانب الجيش اللبناني أسوة بباقي مناطق تواجد داعش في سوريا والعراق. في ظل هذا المناخ الأمني الحذر يترأس وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق اجتماعا أمنيا يدرس تدابير ستتخذها الوزارة في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة. أعياد يرقبها اللبنانيون بمزيج من فرح وحذر وأمل بعام قادم يحمل لهم استقرارا افتقدوه على مدى العام المنصرم.