تقرير إخباري – التقارب الأمريكي-الإيراني يوجس المملكة ويضعها أمام تنازلات عن أهم أوراقها

السعودية / نبأ – تبدأ الإثنين مرحلة جديدة بين إيران والدول الست من المفاوضات النووية التي تهدف إلى توطئة إتفاق شامل من المنتظر أن يعلن عنه خلال مهلة أقصاها العشرون من شهر يونيو الجاري. ويلتقي في العاصمة السويسرية جنيف مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره الأمريكي وليم بيرنز الذي سبق وشارك في مفاوضات سرية عقدت بين الطرفين في سلطنة عمان.

التقارب بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية متواصل إذا، ومن المؤكد أنه سينعكس على مجمل الملفات الشائكة وعلى السياسات العامة في المنطقة.

حتى الآن، تبدو المملكة السعودية والدول الدائرة في فلكها ملتزمة بالهدنة الإعلامية خصوصا بعدما أسديت إلى الرياض نصائح أمريكية بأهمية تودد طهران، وجاء ذهاب أمير الكويت إلى إيران وإخراج الأمير بندر بن سلطان من دائرة صنع القرار وتوجيه السعودية دعوة رسمية للرئيس حسن روحاني إلى زيارة المملكة ليؤكد التوجه التسووي الجديد.

على الرغم من ذلك، تبقى المخاوف الخليجية والسعودية من اتفاق أمريكي إيراني حاضرة في السر والعلن، يخشى الحكام السعوديون تراجعا محتملا في الإلتزامات الأمريكية حيال أمن الخليج، كما يخشون اختلال الموازين الإقليمية بفعل غياب الحامل الأمني القادر على مواجهة أية تهديدات محتملة.

وتتوجس السعودية من أن يؤدي نجاح المفاوضات النووية إلى منح إيران المزيد من مواقع النفوذ في مياه الخليج وسوريا والعراق ولبنان، توجس يتصاعد شيئا فشيئا مع تزايد المؤشرات الدالة على توجه أمريكي إلى التخلي عن النفط الخليجي إبتداء من العام ألفين وثمانية عشر والإستثمار في منطقة شرق آسيا.

ويضاف إلى ما تقدم، قلق سعودي من أن يفرض الإتفاق النووي المتوقع على المملكة والجناح العربي التابع لها تنازلات سياسية لم تكن في الحسبان تبدأ من قبول إيران جارة نووية وقوة إقليمية مهيمنة ولا تنتهي بتليين الموقف على أقل تقدير فيما يتعلق بالملف البحريني والجزر الإماراتية الثلاث. فما هي الإستراتيجية التي ستتبعها السعودية في مرحلة التحولات الكبرى كما يسميها البعض؟

المؤكد أن المملكة لن تكف عن محاولاتها تغيير مجرى الرياح الأمريكية، هي لم تنفق أكثر من مئة وثلاثين مليون دولار على التسلح في مواجهة إيران ولم تستهلك رصيدها السياسي طيلة سنوات حتى تستسلم بسهولة للضغوط الأمريكية، لكن المؤكد أيضا أنها ليست في وارد الدخول في معركة دبلوماسية أو سياسية مع الولايات المتحدة. وما بين الموقفين مساحة مكانية وزمانية كبيرة للمد والجزر والضغط الميداني وعمليات تسبق الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ربما تصعيد داعش لعملياتها في الأنبار والرمادي والموصل يكون جزءا من ذلك.