السعودية / نبأ – أكد الصحافي في جريدة السفير اللبنانية مصطفى اللباد أن شكل الخطاب السعودي الإسلاموي المحافظ أحد أمضى أسلحة المملكة السعودية في مواجهة خصومها العقائديين والإقليميين.
وتحت عنوان الخطاب السعودي مع نهاية العام ألفين وأربعة عشر، أوضح اللباد أنه إذ تحرك الخطاب السعودي صعوداً وهبوطاً لمواجهة التحديات الإقليمية والأيديولوجية منذ تأسيس المملكة وحتى الآن بنجاح متفاوت، إلا أن التطورات الإقليمية شكلت دوماً التحدي الأكبر لهذا الخطاب، فقلصت تدريجياً من دوائر نفوذه إلى حدودها الراهنة.
معتبرا أنه مع نهاية هذا العام لا يبدو الخطاب السعودي في أحسن حالاته. إذ إن التطورات الإقليمية، أنهكت هذا الخطاب بمرور الوقت وجعلت رقعة تأثيره أضيق، فأصبح محشوراً في مساحة خطابية – سياسية بحسب وصفه.
وفي موضوع الخصوصية البنيوية والخطاب السعودي، علق اللباد قائلا: لم تتأسس السعودية كدولة على هوية وطنية بل ظهرت إلى الوجود بعد نجاح آل سعود في تأسيس ملكية وراثية بفضل التحالف بين محمد بن عبد الوهاب وآل سعود.
اللباد اعتبر أن الخطاب السعودي ظهر مع بروز الحركة القومية العربية التي قادها جمال عبد الناصر من القاهرة. حيث قامت السعودية بتنصيب نفسها ممثلة للإسلام في المنطقة والعالم.
وفي سياق منفصل، اكد اللباد أنه بالرغم من ظهور دول خليجية أخرى مثل قطر بأدوات إعلامية نافذة هددت إلى حد ملحوظ الهيمنة الإعلامية السعودية على المنطقة، إلا أن الخطاب السعودي بقي متماسكاً إلى حد ما بالرغم من كل الحوادث التي مرت بها المملكة.
لكن الخطاب السعودي كان على موعد مع تحد ثالث بحلول الربيع العربي. وتمثل ذلك التحدي بقفز جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر.
وبحسب الكاتب مصطفى اللباد فإن مغزى التحدي هنا أنه يأتي من المعسكر السني ذاته الذي سيّجه الخطاب السعودي وأعلنه منطقة محررة في مواجهة المعسكر الشيعي الذي تقوده إيران.
وفي ختام مقاله اعتبر اللباد ان الخطاب السعودي يواجه تحديات ضخمة مع نهاية العام 2014، إذ تنحسر بمرور الوقت رقعة نفوذه من العالم الإسلامي إلى العالم السني وصولا إلى نطاقات سلفية أكثر ضيقاً مع صعود حركات مثل داعش و النصرة.