مصر / نبأ – الجزيرة مباشر مصر خارج المشهد الإعلامي، بعد أشهر طويلة من العزف على الوتر المصري أعلنت القناة وقف بثها مؤقتا، السبب الظاهر إطلاق مشروع جديد تحت إسم الجزيرة مباشر العامة، مشروع ستكون القاهرة مقره الرئيس بعد استكمال التصاريح اللازمة للعودة إلى مصر بحسب ما ورد في بيان الشبكة، البيان وما ترتب عليه يحملان بشكل واضح تجلية صريحة لقرار سياسي صادر من السلطات القطرية العليا، حكام الدوحة بدأوا أولى خطواتهم على طريق ترجمة المصالحة مع مصر.
خطوة يتوقع إتباعها بسلسلة إجراءات سياسية وإقتصادية وربما إعلامية، وقف قنوات أخرى عن البث أو تغيير خطها التحريري الداعم للإخوان المسلمين بعض من تلك الإجراءات المحتملة، يضاف إليه قطع الدعم المالي والسياسي القطري عن الجماعة والشروع في تقوية الإقتصاد المصري من خلال قروض مالية ترقى إلى مستوى ما تضخه السعودية والإمارات والكويت، مؤتمر الدول المانحة المنتظر انعقاده في مصر سيتمظهر من خلاله حجم ذلك الدعم وقابليته للصرف.
بوادر حسن النية القطرية كما يسميها المراقبون رفدها تصريح مساعد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المسؤول الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت الفائت أعلن رفض بلاده فتح أبوابها أمام المعارضين الذي يسعون في ممارسة العمل السياسي، بخلاف ذلك فالضيوف مرحب بهم على حد تعبير آل ثاني. موقف قد يضاعف الإشارات الإيجابية على خط الدوحة القاهرة، خط تتسارع التحركات المكوكية عليه قبيل القمة القطرية المصرية المزمع انعقادها في الرياض، آخر إحداثياته إمكانية وصول مبعوث السيسي إلى عاصمة إمارة الغاز في أي وقت بحسب ما نقلت وسائل إعلام سعودية عن مصادر متطابقة.
في خلاصة المشهد، تبدو قطر سائرة في طريق المصالحة مع خصومها فعلا، مصالحة ما تزال علامات الإستفهام حول خلفياتها الحقيقية وعمرها المفترض مطروحة بقوة، سجل الدوحة يحمل الكثير من التجارب غير المشجعة، إمساك القطريين عصا الحرب على داعش من وسطها نموذج واضح من تلك التجارب، فهل يكون التقارب مع القاهرة نوعا من الإضطرار الذي لا يمنع من استكمال البناء الإستراتيجي جنبا إلى جنب المعسكر الإخواني؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.