السعودية / نبأ – 2014 عام سيحفر عميقا في الأرشيف السياسي للمملكة.
سنة حافلة بالأحداث المفصلية والتحولات والتطورات الدراماتيكية، شارفت على الختام تاركة بصمات كبرى داخليا وخارجيا، سياسيا أمنيا واقتصاديا، ستبقى ترخي بظلالها على العام المقبل.
دشن النظام الحاكم في الرياض العام المنصرم باستكماله عملية الاحتواء والمقاومة لارتدادات الثورات في المنطقة العربية، عملية دعم متنقلة لما عرف بالثورات المضادة تابعتها الرياض، لا سيما في مصر، عقب الانقلاب على حكم الاخوان والرئيس محمد مرسي ومجيء المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لبلاد النيل.
وفق هذا المسار تصاعد العداء بين المملكة والاخوان المسلمين وبلغ ذروته مع وضع التنظيم على لائحة ارهاب سعودية مستحدثة.
الموقف القطري الداعم للاخوان كان سببا لتعمق الهوة بين الرياض والدوحة المتنافسين على فضاء النفوذ الاقليمي، مر الخط البياني لهذه العلاقات بتذبذب حاد الى أن استقر أواخر العام على ما عرف بالمصالحة الخليجية بين الدوحة من جهة، والرياض وحلفائها في أبو ظبي والمنامة من جهة ثانية، تُوّجت بانهاء المقاطعة الخليجية لقطر عبر اعادة السفراء وانعقاد قمة مجلس التعاون في الدوحة، وترقب لقاء الرئيس السيسي والأمير تميم في الرياض.
الارهاب كان الاستحقاق الداهم والأبرز أمام المملكة هذا العام، أعلن تنظيم داعش زعيمه البغدادي خليفة للمسلمين، فيما أعلنت الدول الغربية حربها على كل من داعش وجبهة النصرة في كل من العراق وسوريا، نشأ التحالف الدولي وشاركت السعودية في الحرب، الا أن تنظيم داعش أعلن زحفه باتجاه بلاد الحرمين وبدأت في أواخر السنة تظهر الخلايا الارهابية. انتقلت الهجمات الى داخل المملكة، ووضعت الأخيرة أمام تحد أيديولوجي وأمني يكاد يكون الأخطر وجوديا. بعد سنوات من الاتهامات التي لاحقت السعودية بتصنيع هذا الوحش والتمسك بالمؤسسات الدينية المتشددة، أتى الوقت لتلقي ارتداد الضربة.