تقرير | السعودية تورطت في سياستها النفطية رغم خسائر خصومها

السعودية / نبأ – على الرغم من محاولات وزير النفط علي النعيمي، انكار المؤامرة خلف انخفاض الأسعار، إلا أنه لا يجد مكانا يتلقف صدى هذا الموقف، وخصوصا في عقول مختلف السياسيين والمحللين حول العالم.

مراقبون يرون أن تصريحات النعيمي التي تظهر إصرار المملكة على عدم تخفيض الانتاج، وعدم تحمّل المسؤولة عن هبوط سعر برميل النفط، وكأن ما يجري مجرّد خطوة بريئة، يرى المراقبون ذلك بأنه لا يعدو كونه تصريحات للاستهلاك الاعلامي.

أما الرسائل الفعلية فبإمكان خصوم الرياض بدء سماعها من المؤشرات التي تلوح من الاقتصاديات المنهكة التي تعانيها.

في الرسائل التي يريد السعوديون ايصالها تأتي موسكو على رأس هذه الأهداف، المطلوب من الروسيين تعديل نظرتهم تجاه الأزمة السورية.

الهدف الثاني في طهران، الملف الأبرز على طاولة الابتزاز السعودي هذه المرة هو اليمن وما يُسمّى بالنفوذ الحوثي المتصاعد في الآونة الأخيرة.

انه “الفرن المغلق” التسمية التي يطلقها البعض على استراتجية المملكة.

معلومات صحفية تنقل عن مصدر سعودي أن المملكة ستواصل هذه السياسة وستكمل مشوارها الى أن تتحقق الأجندة السياسية التي تقف خلفها.

الفرن المغلق هذا بعيون الاسرائيليين لا يختلف في القراءة عن غيرهم من المراقبين في المنطقة والعالم.

يوسي بيلين الكاتب في صحيفة اسرائيل اليوم، رأى أن التكلفة القليلة لاستخراج النفط لدى الرياض؛ سمحت لها بالتلاعب في سعر البرميل، وزعزعزة الدول التي يعتبر النفط المصدر الحقيقي لاقتصادها، كما هو الحال مثلا عند فينزويلا والجزائر، وبالأخص لدى روسيا؛ حيث وجهت الرياض ضربة قوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الا أن الكاتب الاسرائيلي، يعتبر هدف الرياض الكامن وراء هذا الخيار، هو في حقيقته، السّعي من أجل جعْل استخراج النفط الاميريكي أمراً غير مجد، بما يعنيه ذلك من إعادة الصّورة المستجدة للعلاقة غير المستقرة بين الرياض وواشنطن.

إلا أنّ هذه الصّورة لم تستقر طويلاً، لاسيما بعد تصريح السناتور جين ماكين الذي قال بأنه يجب توجيه الشكر إلى السعودية على دورها في الإضرار بالاقتصاد الروسي.

إنها، إذن، لعبةٌ كبرى تُدار بالسّلاح الأسود، ومن المؤكّد أنّها لعبةٌ ستنتهي بدويِّ هائل من الصّراخ في الخليج، فالفرن المغلقُ يحرقُ الجميع.