تونس / نبأ – أبرزت افتتاحيات وتقارير بعض الصحف الغربية أهمية الانتخابات التونسية ونتائجها والمناخ الذي جرت فيه، وذلك مع اقتراب ذكرى ما يُعرف بالربيع العربي.
غالبية الصحف الغربيّة قالت بأن توتس اكتسبت رمزيّة خاصة، وذلك لكونها شهدت ميلاد الربيع العربي.
المفارقة الجديدة التي شهدها المشهد الانتخابيّ الأخير في تونس، هو أنه، ومنذ سقوط حكم زين العابدين بن علي عبر ثورة الياسمين في العام ألفين وأحد عشر، استطاع رموز النظام المخلوع الاستفادة من الانتخابات التشريعية والرئاسيّة، وأُتيحت لهم الفرصة للعودة إلى المشهد السياسيّ مرةً أخرى.
مراقبون أثاروا تساؤلاتٍ كثيرةً حول القدرة التي يحظى بها زين العابدين في إعادة نظامه من جديدٍ من منفاه في مدنية جدة بالمملكة، والتي اختارها هرباً من غضب التونسيين. المواطنون لم يخفوا استياءهم من استقبال المملكة للرئيس المخلوع، وخاصة مع رفْض عدد من الدول استقباله، وهو ما اعتبره محللون تأكيداً على الدور الذي ظهرت به المملكة حينها بوصفها زعيمةً للثورةِ المضادة، وهو ما تجلّى مع احتشاد التظاهرات، أول الثورة، أمام السفارة السعوديّة في تونس، ورفْع المتظاهرين لشعاراتٍ تطالب بتسليم ابن علي إلى البلاد من أجل محاكمته بتهم الفساد والقتل، إلا أن الرياض رفضت هذه المطالب، جملةً وتفصيلاً.
تقارير إخباريّة أشارت إلى أن زين العابدين بن علي هو مقرّبٌ من وزير الداخلية السابق، نايف بن عبد العزيز، والأخير لم يتردّد في اختيار العاصمة التونسيّة مقراً لمجلس وزراء الداخلية العرب إبّان حكم المخلوع.
لم تكن العلاقات التونسيّة السعودية على ما يرام بعد الثورة، وكان الفتورُ واضحاً في الاتصالات المتبادلة بين الطرفين. فتورٌ سرعان ما تحوّل إلى تدهور ملموس بعد انقلاب الرئيس عبد الفتاح السيسي على الحكم الإخواني في مصر، وبدعمٍ مباشر من السعوديّة. ومنذ ذلك الحين، بدأت المملكة تسعى بكلّ السّبل من أجل تكرار تجربة السيسي في تونس، والتي يقوم مراقبون بأنها بدأت تلوح مع فوز قائد السبسي في انتخابات الرئاسة.
الإمارات بدورها توصَف بأنها العقل المدبر والممول الأول للثورات المضادة ببلدان الربيع العربي، وقد كان لها دور خاص في تونس، حيث وراهنت على الوجوه القريبة من الحكم المخلوع، بما فيهم السبسي، والذي يُنظر إليه باعتباره أحد أبرز الوجوه السياسية في نظام “بن علي”.