السعودية / نبأ – لائحة تنظيمية جديدة تكفل العدل وخدمة المجتمع، لائحة ستطلقها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قريبا بحسب ما أعلن رئيس الهيئة الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، الإصدار الجديد سيقود نحو أداء أفضل تجاه المواطنين والمقيمين في المملكة، يقول آل الشيخ ويضيف أن إطلاق اللائحة تأخر بسبب ارتباطها بجهات متعددة عملت جميعها على الخروج بنموذج لائق.
نموذج يصر رئيس الهيئة على أن ثمة متشددين يضغطون باتجاه إفشاله، رغبتهم في إبقاء الجهاز مجلبة للأموال والمنافع الشخصية وإصرارهم على سياسة التسلط والبطش دافعاهم في ذلك بحسب اتهامات آل الشيخ. الإتهامات طاولات بعض المشائخ الفاعلين على مواقع التواصل الإجتماعي، هؤلاء يتعمدون التضليل والتهجم على الرئاسة عبر نشر الإشاعات، يتابع رئيس الهيئة، ويشير إلى أنه تعرض لإطلاق نار وتجسس بهدف ثنيه عما أسماها خطواته التطويرية.
الموعود إستراتيجية حديثة تدخل تغييرات جذرية على الشرطة الدينية في السعودية، إستراتيجية يصعب التصديق بخروجها عن السياق العام المتحكم بالمملكة منذ عشرات العقود، حتى الآن ما يزال الفكر الوهابي بكل تجلياته ومحمولاته التغذية الرئيسة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، في معاهده ينشأون ومن معينه ينهلون وبمقتضياته يعملون، سيرورة يستحيل تبديل ماهيتها إلا بانقلاب جوهري ينزع التطرف والعسف من أساساتهما، بخلاف ذلك لا يمكن تصور لائحة آل الشيخ الجديدة إلا نموذجا ترقيعيا يجمل الإنتهاكات ويزوق التعديات وينمق التضييق على الحريات والحقوق.
تصور ينسحب أيضا على مجمل الجدل الدائر بين رئيس الهيئة ومن يوصفون بأنهم مناوئوه، بمختلف الوسائل يجتهد زعيم الشرطة الدينية في إقناع الرأي العام بأن ثمة عملية إصلاحية في هيكلية الثيوقراطية السعودية، تهجمه الدائم على جناح متشدد مفترض يجلي رغبته في تظهير معسكر يحول بين المملكة وبين ركب الحداثة، رغبة ليست بمنأى عن موجة الجدل الديمقراطي الطافية راهنا على السطح السعودي، مناقشات مجلس الشورى في السياسة السكانية والتراشق المتبادل حول حقوق المرأة وأحاديث آل الشيخ حول ضغوط متقادمة جميعها تصب في خانة واحدة… إنها الديمقراطية بنموذجها السعودي الملكي.