بيروت/ نبأ (خاص)- تترقب الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية عودة المبعوث الفرنسي جان فرانسوا جيرو إلى بيروت في جولة شرق أوسطية تقوده كذلك إلى الرياض وطهران. جولة تأمل باريس أن تفلح في حلحلة العقدة الرئاسية وإيجاد مخرج يرضي الأطراف جميعهم وينقذ استحقاق الإنتخابات النيابية المنتظرة في لبنان.
هدوء سياسي يخيم على الساحة اللبنانية، هدوء ستعقبه تحركات دبلوماسية مكوكية مع انتهاء عطلة الأعياد، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو يعود إلى المنطقة في غضون أسبوعين، محطته الأولى العاصمة الإيرانية طهران، هنا سيبحث المسؤول الفرنسي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سبل حلحلة الأزمة الرئاسية اللبنانية، مباحثات سبق لها أن تأجلت بسبب ما قيل إنها ارتباطات سابقة لمساعد وزير الخارجية الإيرانية.
المحطة الثانية في جولة جيرو ستكون الرياض، حكام السعودية ينتظرون شيئا ما قادما من إيران بحسب ما تنقل وسائل إعلام المملكة عن مصادر فرنسية. المصادر تقول إن باريس تراهن على الورقة الإيرانية لإحداث اختراق فعلي في الأزمة اللبنانية، لافتة إلى أن المبعوث الفرنسي شعر بإبجابية المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته الأولى إلى طهران. وتعتبر الأوساط الدبلوماسية الفرنسية أن إيران بحاجة إلى توفير الإستقرار في لبنان إنطلاقا من أسباب سياسية آنية واستراتيجية، مضيفة أن من مصلحة الإيرانيين وضع حد للفراغ الرئاسي.
مصلحة لا يعلم مدى تقاطعها مع المصالح الإقليمية والدولية في لبنان، أكثر من احتمال يدور الحديث عنه في الأوساط السياسية والإعلامية اللبنانية، المؤكد بالنسبة للجميع أن رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون غير مستعد لتقديم هدية الرئاسة مرتين، بمعنى آخر، لن يكرر عون تجربة العام ألفين وثمانية عندما أفسح المجال لانتخاب ميشال سليمان حتى يحين دوره بعد ست سنوات. الرفض العوني هذا يملي على الوساطة الفرنسية خيارا من اثنين: إما الإجتهاد في إقناع فريق الثامن من آذار بالتخلي عن مرشحه مقابل أثمان لم تتضح ماهيتها بعد، وإما السعي في دفع فريق الرابع عشر من آذار نحو قبول ترشح عون نظير ضمانات ما تزال معالمها طي الجلسات المغلقة.
في مطلق الأحوال، يبدو أن ثمة معطيات إيجابية تبعث على التفاؤل، مجرد انعقاد الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بادرة أمل، تضاف إليها عودة الإتصالات بين القوات اللبنانية والتيار العوني، إتصالات ترى فيها مصادر دبلوماسية مؤشرا إلى انفراجة قريبة في الملف الرئاسي اللبناني، تحركات الأيام المقبلة ستجلي مدى صدقية هذه المؤشرات وقابليتها للتطوير.