تقرير| السياسة السكانية والشورى .. الاعتراضات على السياسة السكانية لم تخل من عنصرية


السعودية/ نبأ (خاص)- رفض مجلس الشورى السعودي وثيقة السياسة السكانية وقرر إحالتها إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز مرفقة بنتائج الدراسات ذات الصلة. يأتي ذلك بعدما أثارت الوثيقة جدلا واسعا داخل المجلس على خلفية مطالبتها بخفض معدل الخصوبة الكلي وتعزيز الصحة الإنجابية.

وأخيرا رفض مجلس الشورى السعودي وثيقة السياسة السكانية، بعد أخذ ورد طويلين استغرقا أسابيع أسقط المجلس الوثيقة وأحالها إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز، أربعة وستون عضوا صوتوا لصالح رد المقترح الحكومي فيما أيده ما لا يزيد عن ستين عضوا، نسب مماثلة تجلت على نحو مرتكس عقب مناقشة توصية لجنة الإسكان، ستة وستون عضوا صوتوا لصالح التوصية في حين رفضها سبعة وخمسون آخرون.

كلتا الورقتين كانتا أثارتا جدلا واسعا بين أعضاء الشورى خلال الشهرين الماضيين، جدل استبانت بوضوح مجافاته للحقائق وغربته عن الوقائع، معارضو خفض معدل الخصوبة الكلي وتعزيز الصحة الإنجابية ساقوا الكثير من المبررات لتدعيم مواقفهم، المخاوف من إباحة الإجهاض وفتح الأبواب أمام المثلية الجنسية على رأس محاجاتهم، مصطلح الصحة الإنجابية يشمل المتزوجين وغيرهم والعلاقات السوية والأخرى الشاذة، هذا ما يقولوه معارضو المباعدة بين الولادات، ويضيفون أن وثيقة السياسة السكانية ضبابية وغامضة وتعارض القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية.

أكثر من ذلك، بعض معارضي الوثيقة ذهبوا إلى أن المقترح يستهدف تدمير الأخلاق وإلغاء الفروق بين الذكور والإناث وتبديد الطبيعة النسائية فضلا عن تسييد الحضارة المعاصرة وتسويق قيمها كما قالوا، بالنتيجة، ليست السياسة السكانية أكثر من تخطيط لوبي دولي يقاتل بشراسة لتمرير قضايا لا تتفق مع الفطرة السوية، الكلام لعضو الشورى إبراهيم أبو عباة.

كلام أكثر واقعية ومطعم بالعنصرية أورده النائب نواف الفغم، الأخير علل رفضه خفض الخصوبة بضرورة التصدي لخطر مليوني يمني، كما علله بضرورة زيادة أعداد حملة السلاح للدفاع عن حدود المملكة. علة رد عليها الشيخ عبد الله آل الشيخ بالقول لدينا جيش مميز كما وكيفا، في وقت مضت فيه عضو المجلس لطيفة الشعلان في تنظير كيفية إدارة الجيوش بالتقنية والطائرات بدون طيار. تراشق أوحى للوهلة الأولى بأن القوات السعودية لا تنقصها إلا عوامل التعزيز والتطوير لا التأسيس والهيكلة ومراكمة الخبرات.