بعد مرض الملك.. المبشرون بالجلوس على عرش السعودية

السعودية/ وكالات- بعد إعلان الديوان الملكي السعودي دخول الملك عبد الله بن عبد العزيز مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني لإجراء بعض الفحوصات الطبية بدأت التكهنات مجددا حول المبشرين بالجلوس على عرش المملكة وسط خلافات كبيرة داخل الأسرة الحاكمة بالسعودية.

وفي ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، أصبح الانتقال السلس والمنظم للسلطة في المملكة العربية السعودية، التي تخضع لحكم الملك عبد الله البالغ من العمر 90 عاما، مسألة أكثر حساسية من ذي قبل، لكن من سيرث حكم المملكة في السنوات القادمة يمثل قضية شائكة لم يجر تسويتها بعد.

ظاهريا، فإن مسألة الخلافة التالية يجري ترتيبها والاتفاق عليها بين كبار أمراء عائلة آل سعود.

وسيخلف ولي العهد الأمير سلمان الملك عبد الله، وهو حدث من المؤكد أنه بدوره سيجعل الأمير مقرن (الذي يتولى حاليا منصب نائب ولي العهد) الوريث المقبل للعرش.

وجميع هؤلاء الثلاثة هم أبناء مؤسس السعودية الملك عبد العزيز (والذي يشار إليه عادة بابن سعود)، الذي توفي عام 1953.

وجميع الملوك الخمسة الذين جاءوا منذ ذلك الحين كانوا من بين العشرات من أبنائه، لكن هذا النمط لا يمكن أن يستمر للأبد.

الأمير مقرن، وهو في أواخر الستينيات من عمره، هو أصغر أبناء ابن سعود.

وبعض أخوة الأمير مقرن غير الأشقاء، من بينهم الأمير أحمد، وهو أخ شقيق للأمير سلمان، لا يزالون على قيد الحياة.

والأمير أحمد وولي العهد سلمان هما شقيقان من بين من يطلق عليهم "أبناء السديريين السبعة"، وهو مسمى يطلق على سبعة من أبناء الملك عبد العزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديري.

وحتى وقت قريب، شكل أبناء السديريين أقوى تحالف بين أبناء ابن سعود من الذكور.

واليوم هناك مجرد افتراض أن ترقية الأمير مقرن لنائب ولي العهد يعني أنه في فترة ما سيكون آخر أبناء الملك المؤسس يجلس على العرش، لكن الأمير أحمد ربما لا يزال يؤكد أسبقيته بالعمر.

جاءت الخطوة غير المسبوقة لتعيين نائب لولي العهد في إطار تحرك من الملك عبد الله لضمان انتقال سلس للسلطة في المستقبل القريب.

توفي اثنان من ولاة العهد (الأميران سلطان ونايف) في الفترة الأخيرة قبل أن يتوليا زمام الحكم. والملك عبد الله طاعن في السن وواهن، في حين أن ولي العهد سلمان (78 عاما) يعاني أيضًا من مشاكل صحية.

وعقد اجتماع لهيئة البيعة، التي تضم أبناء وأحفاد ابن سعود لتسوية المشاكل الخاصة بالخلافة، في مارس عام 2014، وصادقت على تعيين الملك عبد الله للأمير مقرن في منصب نائب ولي العهد، بشرط ألا يكون هذا التعيين نهائيا.

لكن جميع الأمراء الحاضرين في اجتماع هيئة البيعة صوتوا لصالح ترقية الأمير مقرن. وعلى الأرجح فإن الخلافات في وجهات النظر ستظهر بشكل أقوى حينما يرتقي مقرن، وهو أصغر أبناء ابن سعود، أكثر في سلم الخلافة.

وكل ما يمكن للمرء فعله في هذه المرحلة هو أن يشير إلى بعض المرشحين الأقوياء، والعديد منهم يتولون بالفعل مناصب بارزة.

لكن هناك أمرا آخر يدعو للحذر يتمثل في حقيقة أن أولئك الموجودين في السلطة يميلون إلى تعيين أبنائهم في مناصب ستعزز من فرص هؤلاء الأبناء في الترقية. وحينما يتغير الملوك وولاة العهد فإن الأبناء قد يتمتعون بالحظوة أو يفقدونها.

ومن بين الأبناء الأربعة للملك عبد الله هناك شخصيات عامة، والشخص الأوفر حظا للترقية سريعا هو الأمير متعب (في أوائل الستينيات من العمر) والذي عين العام الماضي قائدا للحرس الوطني صاحب النفوذ ووزيرا في الحكومة في منصب أنشئ خصيصا له.

خلف الأبواب المغلقة

ربما المنافس الذي يدور حوله الحديث أكثر هو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وهو المنصب الذي تولاه والده (ولي العهد نايف، أحد أبناء السديريين السبعة) لسنوات عديدة.

ويتمتع الأمير محمد، الذي يحظى بسجل في تولي مناصب حكومية، بتقدير شعبي وأثار إعجاب مستقبليه في زيارات قام بها للولايات المتحدة وأماكن أخرى.

تواجه المملكة العربية السعودية العديد من التحديات الداخلية، من بينها ارتفاع البطالة بين الشباب وعودة الجهاديين من العراق وسوريا، وأدى ذلك إلى تزايد الانتقادات المحلية لآل سعود في وسائل الإعلام الاجتماعية وحالة التذمر المشتعلة في المنطقة الشرقية التي تقطنها أغلبية شيعية.

وفي الوقت الذي يواجهون فيه هذه المشاكل، فإن كبار الأمراء يريدون تفادي إرسال أي إشارة لأعدائهم حول وجود تصدع في صرح آل سعود، ولذلك فإنه بالرغم من أنه يمكن توقع حدوث جدل نشط بشأن من سيؤول إليه الحكم في نهاية المطاف من أحفاد مؤسس المملكة، فإن الاحتمال المتوقع هو أن مثل هذه الأمور سيجري تسويتها في أروقة القصور بصورة سرية وليس في المنتديات العامة.

وفجر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» مفاجآت عدة وتطورات سريعة داخل الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية قال إنها «لم يكن من المتوقع أن تثار في حياة الملك».

وتساءل «مجتهد» عن عدم اهتمام رجالات المملكة بوداع الأمير «مقرن بن عبد العزيز» عند مغادرته لقضاء إجازة الأسبوع الماضي، قائلا «مقرن بن عبد العزيز هو الرجل الثالث في الدولة فلماذا لم يودعه إلا ثلاثة أشخاص لم يكن بينهم حتى أمير المنطقة؟» عازيا ذلك إلى أسباب عدة سنتناولها في معرض الحديث عن تغريداته.

ألمح «مجتهد» أن من أسباب ذلك أن نية البعض – خاصة من لا يرحبون بالتويجري – تتجه «لإلغاء منصب ولي ولي العهد فور وفاة الملك ومبايعة سلمان ملكا وأحمد بن عبد العزيز وليا للعهد ومحمد بن نايف نائبا ثانيا» لافتا إلى أن «المعركة لم تحسم والملك لا يزال واعيا رغم مرضه وابنه متعب لا يزال متطلعا وأوراق التويجري لم تحرق كلها، والله وحده يعلم لمن الجولة القادمة».

وأوضح مجتهد أن «الغرور الذي أصاب التويجري انقلب عليه أخيرا فسعى عدد من الأمراء للضغط على الملك لتقليص صلاحياته فرفض الملك فقرروا تجاوز الملك وتجاهل التويجري».

وأضاف: «وحين علم التويجري بالحملة تظاهر بعزة نفس وقدم استقالته فرفضها الملك فقرر بسبب الخوف الاختفاء عن المشهد بحجة العلاج في الخارج».

وأضاف المغرد السعودي أن «سبب الحملة ضد التويجري مجموعة من القرارات في مقدمتها تعيين مقرن ولي ولي للعهد التي أدت لتحرك محمد بن نايف لقطع الطريق على التويجري ومتعب»، مشيرا إلى أن «القشة التي قصمت ظهر البعير هي كبرياء التويجري في التعامل مع «المتظلمين» من أعضاء العائلة الحاكمة مثل سارة بنت طلال وسعود بن سيف النصر».

وتابع: «وكان في مقدمة من طالب بتقليم أظافر التويجري محمد بن نايف وسعود بن فيصل ولم يبق معه إلا متعب بن عبد الله مراعاة لوالده وليس حبا فيه».

وأشار المغرد الشهير إلى أنه «بعد ابتعاد التويجري صار الملك في عزلة تقريبا والبلد تدار بأربع رؤوس هم محمد بن نايف وسعود الفيصل وخالد بن بندر ومتعب بن عبد الله».

ولفت إلى أن أقوى من يسيطر على المملكة الآن هو «محمد بن نايف» وزير الداخلية حيث استطاع أن «يكسب أطراف العائلة الحاكمة ويؤمّن نفسه أمريكيا في منافسة متعب» مشيرا إلى أن ذلك يبدو جليا من خلال «حضور صوره في دعايات اليوم الوطني».

ووضع «مجتهد» وزير الخارجية «سعود الفيصل» في المرتبة الثانية مشيرا إلى أن الملك لم يستطع إزاحته بل «هو الذي همّش عبد العزيز بن عبد الله وفرض بدلا منه ابن اخته خالد بن سعود بن خالد». مشيرا إلى أن «خالد بن سعود بن خالد بن محمد بن عبد الرحمن يدير حاليا معظم ملفات وزارة الخارجية التفصيلية وأما عبد العزيز ولد الملك فمتفرغ لكش الذبان».

أما عن الضلع الثالث « خالد بن بندر» رئيس الاستخبارات قال مجتهد إنه «يتصرف حاليا بشؤون الاستخبارات دون العودة للديوان لكنه لم يقطع صلته بمتعب حفظا لحقه عليه في تعيينه بهذا المنصب».

وعن الملك المنتظر «متعب بن عبد الله»، قال «مجتهد» إنه لا يزال «مستظلا بوالده لكن قدراته الشخصية لا تكفي لمواجهة الآخرين بعد أن فقد التويجري الذي كان يدير مشروع تهيئته للملك».

وأشار المغرد الشهير إلى أن هناك فرقة بين الأضلع الأربعة وليس هناك من يعترف بالآخر سوى «متعب بن عبد الله» و«خالد بن بندر» مشيرا إلى أن «هذا التفرق هو سبب ذهاب الثلاثة (خالد بن بندر يمثل نفسه ومتعب) في زيارة قطر والخليج لأنه لا أحد منهم يعترف بالآخر».

وألمح «مجتهد» إلى أن هذا التفرق ظهر جليا أيضًا في قانون رسوم الأراضي «فالذي أحالها للعلماء هو متعب بن عبد الله للفوز بجائزة القرار كعلاقات عامة فانتصر عليه ولد نايف وسحبها من العلماء».

وأكد «مجتهد» أنه بالرغم من اختلاف الأضلع الأربعة إلا أنهم متفقون في أمور عدة فقال: «الجدير بالذكر أن الأربعة رغم خلافات النفوذ إلا إنهم متفقون على قمع المعارضين ودعم السيسي وحفتر والحوثيين وتمويل الحلف الدولي ضد الدولة».

معهد متخصص في الشؤون الخليجية، مقره واشنطن، نقل عن مصادر في المملكة العربية السعودية، أن وفاة الملك عبد الله من الممكن أن تحصل قبل نهاية العام 2014.

وأوضح المعهد: "لقد قام الفريق الطبي الخاص بالملك بإخباره أنه قد يكون أمامه ستة أشهر فقط للعيش". وفي بيانٍ له في 17 إبريل الماضي، قال المعهد إنّ الملك عبد الله "يعاني من سرطان الرئة". واعتبر المحلل السياسي في المعهد، راشيل هرتزمان، أنّ "التدافع الأخير لتعيين سلسلة الخلافة ليس بمستغرب، نظرًا إلى أنه لم يتبقّ للملك عبد الله سوى بضعة أشهر، وذلك بسبب التقدم بالسن، بالإضافة إلى المرض العضال الذي يعاني منه".

وأضاف المعهد بحسب ما نقلت «وورلد تريبيون» عنه، أنّ تدهور الوضع الصحي للملك كان سبب التعيينات الأخيرة والإجراءات المتخذة، كما كان من المتوقع أن يعلن الملك سلسلة من التعيينات الأخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.

وشدّد المعهد على أنّ التعيينات أدّت إلى تكثيف الصراع على السلطة داخل العائلة الحاكمة، كما "يتوقّع مراقبون أن يؤدي خبر حالة الملك الصحية إلى زيادة التنافس على السلطة بين أعضاء الأسرة الحاكمة الموسّعة".
 
 وفي 17 إبريل الماضي نقلت مجموعة الأبحاث السعودية المعارضة عن مصادر أمريكية قولها إنه تم تشخيص مرض سرطان الرئة عند الملك عبد الله.

وقال مدير المعهد المتخصص بشؤون الخليج، علي الأحمد، على تويتر يوم 31 مارس: " بلغني من مصدرٍ أمريكي معلومات رسمية تفيد بأنّ الملك عبد الله يعاني من السرطان وأنه يتبقى لديه من شهرين إلى ستة أشهر فقط للعيش".