السعودية/ نبأ (خاص)- كان واضحاً هتمام واشنطن وحلفائها بمسألة الخلافة السعودية، لاسيما وأنها مسألة لا يبدو أنها ستنحل بشكل سلس ووفق الأعراف المعمول بها في المملكة منذ القدم، إعتلال ولي العهد سلمان البالغ من العمر ثمانية وسبعين عاما من شأنه تعقيد المسألة، سلمان بن عبد العزيز مصاب بالخرف الذهني وغير قادر على المحادثة إلا لدقائق قليلة جدا جدا بحسب ما تؤكد مصادر أمريكية مطلعة.
في المقابل، تقول مصادر أخرى مقربة من أجهزة الإستخبارات الأمريكية إن حالة الخرف التي يعانيها سلمان مبالغ فيها، وإن نائب رئيس مجلس الوزراء يعقد العديد من اللقاءات ويقوم بزيارات مكثفة في الآونة الأخيرة، تؤكد المصادر، وتضيف أن تلك الفعاليات تؤشر إلى أن ولي العهد السعودي مصمم على تسلق كرسي العرش.
رواية تعززها تصريحات مسؤول خليجي كبير التقى سلمان غير مرة في مناسبات وحوارات رسمية، المسؤول يشير إلى أن التسريبات القائلة بعدم قدرة نائب رئيس مجلس الوزراء على التركيز وتكراره الرواية أكثر من مرة غير صحيحة. يضاف إلى ذلك أن ولي العهد حرص على حضور جلسات مجلس الوزراء جميعها، والقيام بجولات خارجية والإبتعاد عن الآراء الإستفزازية أو الدخول في خلاف مع الملك، حرص يفسره البعض برغبة سلمان في اعتلاء الكرسي الأعلى بأي شكل من الأشكال.
الرغبة هذه قد يطمسها خوار صحة شقيق الملك عبد الله ومحدودية قدراته، محدودية حظوظ ولي العهد من الخلافة ستفتح الباب واسعا على تسابق الطامحين، بين مقرن المغضوب عليه من قبل هيئة البيعة ومتعب النهم في الملك ومحمد بن نايف المرغوب فيه أمريكيا تتنقل إبرة بورصة الخلافة من دون أن تستقر على قرار، القرار لن ينبثق من البيت السعودي إلا بعد فترة فراغ يفرضها موت ولي العهد أو بقاؤه في المستشفى لمدة طويلة بحسب ما تتوقع واشنطن، توقعات لن تقتصر على موضوعة الخلافة، ما بعد الحسم الملكي معركة من نوع آخر، إنها معركة ولاية العهد، والمرشحون لهذا المنصب أشبه ما يكونون بطابور طويل من الأنجال والأحفاد.