أخبار عاجلة

تقرير| السعودية وأسعار النفط.. خسارة السياسة السعودية النفطية ستكون مكلفة


السعودية/ نبأ (خاص)- يقول الباحث أندرو كريتشيلو إن المملكة السعودية فازت بالمعركة الافتتاحية من استراتيجيتها النفطية التي وصفها بالمتطرفة، وذلك عن طريق إجبار السوق على خفض الأسعار. إلا أن كريتشيلو، وفي تقرير نشرته التيليغراف البريطانية حول ما وصفه بالمغامرة السعودية النفطية، أوضح بأن المملكة تدخل الأن مرحلة جديدة وخطيرة في محاولة لاستعادة السيطرة على سوق النفط العالمي. كريتشيلو ذهب إلى أن الرياض التي تعتبر النفط مساوياً للنفوذ السياسي؛ تجد أنّ عليها العمل للحفاظ على هيمنتها العالمية، وذلك من خلال السيطرة على مصدر القوة المتمثل في النفط.

وينقل تقرير التيليغراف عن مؤلف كتاب الخليج الجديد والخبير في الشؤون السعودية إدموند أوسوليفان تأكيده على أن السياسة النفطية السعودية باتت مؤخراً واحدة من أهم مبادرات المملكة السياسية في العصر الحديث، لافتاً إلى انها لا تخلو في الوقت نفسه من المخاطر.

وبحسب التقرير فإن إنتصار السعودية في هذه المعركة النفطية سيجعلها تعود اقوى مما كانت، وستعيد تذكير العالم بأهميتها له كمصدر اساسي للطاقة ، كما ستعزز من أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، وذلك من خلال تركيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووضع المزيد من العراقيل امام طهران، بحسب تعبير كريتشيلو.

إلا أن التقرير يتوقف عند تساؤل كبير وذلك فيما إذا كانت المملكة ستتابع إستراتيجيتها هذه والتي ستتسبب لشقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي بعد مشاكل، مستشهدا بما قاله وزير النفط علي النعيمي الذي قال إنه حتى لو انخفضت الأسعار إلى ما يصل لـعشرين دولارًا للبرميل الواحد، فإن المملكة سوف تستمر بالضخ وفق المعدل الحالي.

بعض المطلعين في منظمة أوبك يعربون عن قلقهم إزاء تهاوي الاسعار الذي قد يهدد دولاً عديدةً، بما فيها المملكة، وإلى حدّ شلّ إقتصادها فضلا عن إقتصاد جاراتها في المنطقة العربية.

الفشل في السياسة النفطية ستكون عواقبه وخيمة على المملكة، التي ستخسر فوائضها من إحتياطي العملة الأجنبية من خلال دعم النقص في عائدات التصدير، ولتمويل العجز في الميزانية الذي قدر بنحو مئة وخمسة واربعين مليار ريال سعودي.

غير أن كاتب التقرير يرى أن استخدام الإحتياطات النقدية من قبل السعودية قد يكون منافياً للحكمة، لأنه، وعلى المدى الطويل، سيؤدي تباطؤ نمو الطلب على النفط الخام، وتحسن التقنيات الخضراء مثل السيارات الكهربائية، إلى أن تصبح المملكة غير قادرة على إعادة تجميع مثل هذا الكنز ولو من العملات الأجنبية التي تكنزها في بنكها المركزي.