السعودية/ نبأ (خاص)- هي مناسبة عزيزة على قلوب مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم، ذكرى ولادة سيد المرسلين نبي الرحمة والهدى.
في مثل هذه الأيام من كل عام يحيي المسلمون ولادة الرسول الأكرم، على اختلاف مذاهبهم وأمصارهم، مؤكدين على أسمى معاني المحبة والولاء لخاتم الأنبياء.
أما في المملكة فللمؤسسة الدينية هنا رأيها الخاص، مفتي عام المملكة عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، اختار خطبة الجمعة عشية عيد المولد النبوي، ليشن هجوما على الاحتفال بهذه المناسبة مهاجما المؤمنين الذين يحيون الذكرى ومظاهرها الاحتفالية.
على الطريقة التي اعتاد عليها الفكر المتشدد، وصف المفتي آل الشيخ احياء المناسبة بالبدعة، محذرا مما اعتبره الغلو في الاحتفال بالمولد النبوي وأن هذه الموالد وأمثالها من البدع والخرافات ما أنزل الله بها من سلطان،على حد تعبير المفتي.
التصريحات الصادرة عن آل الشيخ هذه تستثير تساؤلات وردوادا مضاعفة مع صدورها من صاحب صفتي المفتي ورئيس هيئة كبار العلماء، حيث يرى فيها منتقدو أداء المؤسسة الدينية في المملكة استمرارا للعقل المتزمت والمتطرف، على رأس هذه المؤسسة، فكيف هو الحال مع باقي أطرافها اذا؟
حالة تطرح السؤال بحسب هؤلاء عن جدوى ما تتحدث عنه السلطة من برامج لمحاربة التطرف والارهاب ومحاصرة الخطاب الديني المتشدد المسؤول،باعتراف الجميع، عما يعيشه العالم الاسلامي اليوم من مآس وحروب نتاج ظواهر التكفير والتطرف والجماعات المتشددة.
التحدي نفسه يبدو محل اهتمام لدى المؤسستين الدينية والسياسية في مصر، هذا ما ظهر في خطاب احتفال الأزهر بالمولد النبوي الشريف. (…)
الى الوقت الذي يستيقظ فيه النظام السعودي الى ضرورة ترجمة كلامه عن محاربة التطرف الفكري، الى أفعال حقيقية تبدأ من قلب المؤسسة الدينية، الى ذلك الحين يستمر المسلمون حول العالم بالاحتفال بذكرى ولادة نبيهم والتمسك باسلامه الوسطي، وان كان التكفير مستمرا هو الآخر، ولم توفر فتاوى كفتاوى آل الشيخ واجداده عشرات من المسلمين الذين طالتهم الهجمات الارهابية أثناء الاحتفال بالمولد النبوي ولم يأت المفتي على ذكرهم.