السعودية / نبأ – تأتي زيارة رئيس الاستخبارات خالد بن بندر آل سعود إلى واشنطن في ظلّ جملةٍ من الملفات التي تشغل المملكة والولايات المتحدة، وبينها الملف السّوري.
الأساليب الأمريكية في التعامل مع الخطة الروسية لحل الأزمة في سوريا تشعل بدورها الهواجس السعودية، موسكو الحليف الوثيق لدمشق استعادت زمام المبادرة عن طريق دعوتها إلى حوار سوري سوري على أراضيها، مبادرة يخشى السعوديون أن تسحب البساط نهائيا من تحت أقدام الخليج وتسهم في تعزيز النفوذ الروسي الإيراني في المنطقة.
هذا النفوذ تجري المحاولات على ساق وقدم لمحاصرته وضربه، أزمة أسعار النفط ليست خارجة من السياق، دول الخليج وفي مقدمتها السعودية تمنع إصدار أوبك قرارا بخفض الإنتاج، ممانعة لن تقتصر تداعياتها على الدول المستهدفة، إنعاكاسات التلاعب بالقيمة النفطية بدأت ترتد على أعقابها، يقول لسان حال خالد بن بندر، ما الحل إذا؟ قد يأتي الإيعاز الأمريكي بالصبر والمواظبة أو بالضغط على الفرامل، الخيار الأول هو الأرجح، لا علامات حتى الساعة تشي بأن واشنطن قررت إيقاف اللعبة، ما بين عض الأصابع والكلام السياسي هامش كبير للمناورة والمحاصرة ولو على حساب الحلفاء.
حلفاء العم سام يواجهون استحقاقا لم يسبق له مثيل منذ عشرات العقود بحسب توصيفات الصحافة الغربية، الملك عبد الله بن عبد العزيز على فراش الموت، المتطلعون لخلافته كثر، أكثر منهم الطامحون إلى ولاية العهد، صراع غير خفي بدأ يدب بين أجنحة هؤلاء جميعهم، جناحا الملك عبد الله والسديريين هما الأكثر بروزا، رئيس الإستخبارات السعودية يتحسس ذلك كله، في ظل ظروف ضاغطة داخليا وخارجيا يبدو التوجه إلى الأمريكي بمعطيات الصراع منطقيا وحكيما.
حكمة خليفة بندر بن سلطان تنطوي حتما على تحذيرات واحتمالا على نصائح ودعوات، في مطلق الأحوال تبدو السعودية في حالة طوارئ حقيقية، متعب بن عبد الله ومحمد بن نايف سبقا خالد بن بندر في الحج إلى واشنطن، حج من شبه المؤكد أن البصمات الأمريكية سيكون لها حضورها في نهاية مطافه.