السعودية / نبأ – داعش في السعودية وحادثة عرعر مجرد إنذار، هذا ما اشار اليه المحلل السياسي اللبناني أمين حطيط في مقال له بجريدة البناء.
يقول حطيط إنه منذ إندلاع نار الإرهاب في المنطقة، قامت المملكة بتبرير ذلك بالواقع السياسي القائم في الدول التي احترقت بنار الارهاب، متبنية بذلك الحركات الارهابية تحت ذريعة نصرة الشعوب بحسب تعبيرها. واستمرت المملكة بلعب دور مميز في رعاية الإرهاب بدءا من الناحية العقائدية القائمة على تكفير الاخر وصولا الى مد الارهابيين بالاموال والمقاتلين.
وبحسب حطيط فإن المملكة ظنت ان اتفاقها مع تنظيم القاعدة بعد انتهاء حرب أفغانستان وعودة ما سمي الأفغان ؛ سيجعل من مدنها بمنأى عن إجرام الارهاب. لكن هذا لم يحصل، حيث ضرب الارهابُ السعودية اكثر من مرة خلال العقود الثلاثة الماضية. حينها لم تجرؤ المملكة على إعلان الحقائق المتصلة بالعمليات الإرهابية التي نفذتها القاعدة في الداخل، وكانت تلقي باللائمة في كل مرة على إيران أو على تنظيمات أخرى مرتبطة بها.
يقول حطيط، وأمام عودة الارهاب الذي يطرق الباب السعودي من خلال معبر عرعر الحدودي مع العراق؛ فإن هناك عدة علامات استفهام تطرح بالمناسبة.
وبغض النظر عما اذا كان المهاجمون تسللوا من العراق أو جاؤوا من المملكة لتنفيذ العملية، إلا ان الخلاصة التي ينتهي إليها حطيط هي إن عمليات إرهابية بدأت تستهدف المراكز والمعابر الحدودية السعودية التي تربطها بالعراق تنفيذاً لخطة ما، قد تكون وضعت سابقاً وبدأ تنفيذها الآن.
وفي ظل تهاوي سيطرة تنظيم داعش بفضل العمليات العسكرية للجيش العراقي وحلفائه فإن مقاتلي داعش سيجدون انفسهم مضطرين للهروب نحو السعودية.
وفي كل الأحوال فإن الارهاب بدأ جدياً يدق الباب السعودي بصرف النظر عما إذا كان صناعة محلية وهو الأرجح بحسب حطيط، أو مستورداً أو آتياً من الخارج.
ويطرح الكاتب تساؤلات حول ما اذا كانت المملكة ستعمل على مواجهة خطر الإرهاب، ويؤكد أن المعالجة الجدية لهذا الإرهاب، ينبغي أن تتم وفق نظرية الأمن الإقليمي الشامل المنسق، بمعنى آخر، يسأل حطيط، هل تبادر الرياض ومن أجل أمنها الذاتي للمسارعة الجدية بإطفاء النار في العراق وسورية وهي نار ساهمت هي في تسعيرها؟ أم انها ستنتظر إحياء الإتفاق مع القاعدة والتنظيمات المشتقة عنها، معتقدة انها تستطيع اضرام النار في بيوت الآخرين، ثم تفاجأ بإنتقال النار اليها كما بدأ يحدث الآن.