تقرير| تنفيذ جلد بدوي .. اتهامات مضللة استخدمت في إدانة المدون رائف بدوي


السعودية/ نبأ (خاص)- يعيد تنفيذ السلطات السعودية حكم الجلد بحق الناشط الليبرالي رائف بدوي تسليط الأضواء على العسف المتقادم الذي تتعامل به المملكة مع المعارضين السياسيين وأصحاب الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان. عسف ما فتئت الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة متغاضية عنه ومشجعة عليه في وقت تعلن فيه الحرب على التنظيمات التكفيرية وتعتبر النظام السعودي حليفا جادا لها في ذلك.

لا شيء يعلو على صوت الوهابية، بهذه الكلمات غرد رائف بدوي عبر صفحته على تويتر ذات يوم، كلمات ما فتئت تضج في أنحاء المملكة السعودية مجلية حقيقة الأوضاع فيها، صوت الوهابية لم يخمد ولن يخمد قريبا كما يبدو، هنا في محيط مسجد الجفالي بجدة تجددت رواية العسف المتقادم، رائف بدوي مجردا من ملابسه على أعين الناس، سوط الوهابية ينهال على ظهره خمسين مرة، سيبقى كذلك حتى تبلغ الجلدات ألفا، التهمة إهانة الإسلام، أي إسلام؟ إسلام السعودية المفصل على مقاس آل سعود.

لم يهن رائف بدوي حقائق الإسلام ولو يوهنها، لم يكفر بالوحي ولم يسخفه، لم يدع إلى الإلحاد أو النضال ضد الدين، مؤسس شبكة الليبراليين السعوديين انتقد العقل السعودي الممانع والطارد والمحارب لكل ما هو حديث وجديد ومدني، انتفض على ثيوقراطية رجعية لم تتورع عن اتخاذ الدين مطية لحماية مصالحها المتصلة حد التوأمة بمصالح النظام السياسي، وجاهر في عدائه للخرافة والجهل والتقليد الأعمى.

هذه هي حقيقة رائف بدوي، حقيقة استحالت مسا بالمقدسات وتعديا على الرموز وتجاوزا للحدود، تماما كما استحالت مطالب الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية تهديدا للأمن القومي وخروجا عن النص الإلهي. إنها المعادلة المتحكمة بالمملكة منذ عقود متطاولة، كل من تسوله نفسه التمرد على التحالف السعودي الوهابي سيحاكم ويحاسب ويعاقب تحت ظلال الإله، إله يدافع عنه آل سعود وآل عبد الوهاب بالسياط والسيوف والهراوات وأجهزة التعذيب الكهربائية، أكثر من ذلك، هم القوة التنفيذية المباشرة للإرادة الإلهية إن لم يكونوا عينها، بمعزل عن التفاعل العقلاني والتفاهم الإنساني والتواضع البشري والآليات الحداثية يتنزل الحرم على المنتقدين، هكذا، طوفانا يبتلع كل شيء، ريحا صرصرا تأتي على كل شيء، صاعقة أو راجفة تدمر كل شيء.