تقرير: سناء ابراهيم
في 27 كانون ثاني / يناير2022، أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز أمراً ملكياً يقضي بتحديد 22 شباط / فبراير من كل عام ليكون “يوم التأسيس” لمدينة الدرعية، في إعلان حمل في طياته أزمة امتداد الهوية التي يعانيها النظام السعودي ومساعيه للتخلص من الاستناد على الوهابية.
وبدا الإعلان مسعى أوَّل لفك ارتباط عائلة آل سعود بالوهابية التي شكَّلت عماد قيام الكيان بالاتحاد بين محمد عبد الوهاب ومحمد بن سعود، قبل أقل من 300 عام.
وادعت السعودية كذبا، في الإعلان، عودة تاريخ قيامها على يد مؤسس الدرعية إلى عام إلى 1727م، وهو ما يتعارض مع التأريخ لنشأتها في عام 1774م، وهمّشت اتفاقاً بين “الأمير والشيخ”، وأبرزت ممارسات ولي العهد محمد بن سلمان الذي يستكمل سياسة أجداده وأباءه بقسوة أشد فتكاً، لتقديم سردية مختلفة لنشأة هذا الكيان.
وتزامن تدليس التاريخ بشعار “يوم بدينا” مع بحث مجلس الشورى مسألة تغيير شكل العلم والشعار والنشيد، ومسارعة “الذباب الإلكتروني” إلى الترويج بانفكاك الحكم عن الوهابية.
ولا يتعارض “يوم التأسيس” الذي أراده آل سعود يوماً رديفاً وإعلانهم عن “اليوم الوطني” في 23 أيلول / سبتمبر، وفرضوا على المواطن إبراز الاحتفاء به ولو كرهاً، بينما يقوم رفض المُكوِّنات الشعبية لفكرة الوطن واحتفاءاته بتاريخ عائلة فارغ على استئثار السلطة بمكوِّناته وقراراته وخيراته.
ويبدو أنَّ اختيار “يوم التأسيس” محاولة فاشلة لصناعة تاريخ، ومن شأنه كشف الإرباك السعودي وفشله في صناعة هوية.
>> قراءة: مودة اسكندر
#السعودية