تقرير: محمد دياب
ثمة عادة يواظب كثير من الحكام على ممارستها وهي إزالة أي آثار للعهود السابقة لهم بهدف إعطاء الانطباع بأنَّ التاريخ يبدأ بهم، وهذا ما أقدم عليه آل سعود حيث عاثوا فساداً في الإرث التاريخي الاسلامي بحثاً عن هوية لهم بين الانقاض.
يجري في مكة المكرمة منذ ما يقارب 5 عقود عملية تغيير ممنهج لهوية المدينة. نفّذت السعودية، تحت مزاعم التطوير والتوسعة، مشاريع إزالة استهدفَتْ أحياء مكة. حتى بات المواطن يسأل أين هو بيت السيدة خديجة عليها السلام حيث زمّلته ودثّرته وحيثُما كان يتنزّل الوحي على رسول الله (ص)؟ تأتيه الإجابةُ كالصّاعقة: هو دورة المياه العامّة تلك.
وإنْ سأل أحدهم عن البيت الذي ولد فيه رسول الله (ص)، سيجده قد أزيل تماماً وتحوّل إلى مكتبة عامّة.
وطالت مجزرة التجريف الأكبر أكثر من 400 مبنى أثريّ تعود إلى عصر النبوّة، لِيَتُمّ تشييد برج الساعة على انقاض المباني والمواقع الأثريّة.
وتعرَّضت الأماكن المُقدَّسة في عهد آل سعود إلى تخريب مُتعمَّد، حيث دمَّروا الكثير من المساجد وقبور الصحابة وأئمة أهل البيت عليهم السلام بحقد دفين على التراث الاسلامي بذريعة أنَّها بدع، ولم تنطبق هذه التسمية على قصور آل سعود القديمة، ممّا يدل على أزمتهم في صناعة الهوية.
وفي حين ترتفع قصور آل سعود ويُعاد ترميم “قلعة المصمك” بـ 12 مليون ريال وجميع قصور آل سعود، تُمْحَى المعالم الإسلامية في الجزيرة العريبة، إلّا أنَّ ما جرى في المدينتَيْن المُقدَّستَيْن كان أعظم شأناً وأكثر ايلاماً لعموم المسلمين.
#السعودية #الهوية_وسياسة_الطمس