تقرير: سناء ابراهيم
في 24 تشرين ثاني / نوفمبر 2022، كشَّرت الحكومة السعودية عن مخطّط استهدافها لجزيرة تاروت التاريخية لسلب هويتها الثقافية عبر تغيير اسمها، في تمهيد واضح لإرساء الهوية النجدية ضمن مسار استهداف الموروث الثقافي والحضاري لمناطق الجزيرة العربية.
وأعلنت الحكومة، عبر ما يُسمّى “هيئة تطوير الشرقية”، تغيير اسم جزيرة تاروت إلى “جزيرة دارين وتاروت”، مُقدِّمة اسم إحدى قرى الجزيرة على الإسم الأصلي تحت ذريعة العمران والتطوير.
وبرغم ما تعانيه جزيرة تاروت من إهمال وتهديد لعراقتها وتاريخها ومحاربة معالمها الثقافية والتراثية التي حرمت من الترميم والاهتمام على مر السنوات على غرار مناظل ديرة تاروت، اتّخذت الحكومة على عاتقها تقسيم الجزيرة وتغيير تركيبتها السكانية مُبْتَدِئَة بسلب أجزاء منها من خلال إعلانها عن تأسيس ما سمي “هيئة تطوير دارين وتاروت”.
وبدأت المؤسسة الموكلة تنفيذ مزاعم التطوير، التي بدأت أولى خطواتها باستهداف منطقة تركية الصناعية، بقرار نقل الأنشطة الصناعية خارج الجزيرة، وإزالتها كلها دونما الإلتفات إلى الخسائر والأضرار المترتبة على أصحاب المصانع أو منحهم لتعويضات مجزية.
ويأتي الاستهداف الممنهج لتاروت على وقع الإهمال المتعمد للجزيرة بتردي البنية التحتية وغياب المشاريع الإنمائية الصحية والثقافية، في المنطقة التي تملك سجلاً مشرقاً في تاريخ النضال ومواجهة سياسات النظام السعودي، حيث شهدت ساحاتها العديد من الاحتجاجات خلال انتفاضة المحرم في عام 1400 هجري وانتفاضة الكرامة الثانية في عام 2011 ميلادي.
>> قراءة: ملاك عواد
#السعودية #الهوية_وسياسة_الطمس