تقرير: مريم الضاحي
وجد ولي العهد محمد بن سلمان، في عام 2022، أوراقاً رابحة بين يديه جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، أبرزها ورقة النفط التي دفعت برئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن إلى المساهمة بفك العزلة الدولية عن ابن سلمان، بزيارته الرياض منتصف تموز / يوليو 2022 وعَقْدِه “قمة جدة للأمن والتنمية”.
ووجد ولي العهد في زيارة بايدن فرصة لابتزاز واشنطن ومناكفتها عبر التوجه شرقاً، ممّا أعطى زخماً للصين لِتُمَدِّد نفوذها في أماكن كانت حتى الأمس القريب فضاءات حصرية للنفوذ الأميركي. فاستضافت المملكة، بحلول نهاية عام 2022، الرئيس الصيني شي جين بينغ، مُحْتَضِنَةً ثلاث قمم مع بكين.
واستقبلت السعودية في كانون ثاني / يناير رئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن، ورئيس وزراء تايلاند برايون تشان أوتشا.
وفي آذار / مارس، زار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السعودية عقب مجزرة الإعدامات الجماعية مباشرة، كما استقبلت، خلال الشهر نفسه، كلّا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي باع حصصا من أصول الدولة الى شركات سعودية لحاجة مصر إلى تسديد ديونها. وكذلك استقبلت رئيس “مجلس السيادة” السوداني عبد الفتاح البرهان، التي تعيش بلاده حتى اليوم انقساماً سياسياً تستثمر فيه السعودية.
أما نيسان / أبريل فشهد زيارتين منفصلتين إلى السعودية، الأولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أتت زيارته بعد طي ملف قتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي مقابل حزمة مالية قدَّمتها الرياض لاقتصاد أنقرة المتعثر، فيما قام بالزيارة الثانية زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الذي حصلت بلاده على وديعة بثلاثة مليارات دولار من السعودية، في ابتزاز سياسي واضح منها.
برز في 2022 توجُّه ابن سلمان إلى صناعة نفسه كلاعب إقليمي على حساب تراجع الاهتمام بالملفّات العربية. فزار كلاً من تركيا واليونان وفرنسا وكوريا الجنوبية وتايلاند ومصر والأردن وإندونيسيا، في جولة تزامنت مع انكفاءه عن حضور القمة العربية في الجزائر.
#السعودية