النظام القضائي لعام 2022: تكريس للنهج القمعي وتشديد الأحكام – تقرير: سناء ابراهيم (قراءة: جنة الشامي)

تقرير: سناء ابراهيم

كان 2022 في السعودية عام اضطهاد بلا حدود، كرّس القضاء فيها نهجاً قمعياً أشد قسوة ضد معتقلي الرأي، وشهد مراجعة أحكام لمضاعفتها والنيل من المتضررين منها.

افتتحت السعودية شهر كانون ثاني / يناير بإصدار حكم بسجن الشيخ عبداللطيف الناصر 8 سنوات، ورفعته إلى 38 سنة خلال مضاعفتها للأحكام.

وفي بداية تموز / يوليو، قضت محكمة الإرهاب بسجن معتقل الرأي حسين طه الفرج 15 سنة، بعدما اعتقلته السلطات تعسُّفاً خلال اقتحام منزله في بلدة العوامية، في تموز / يوليو 2018.

وفي آب / أغسطس، بدأت مرحلة إصدار أحكام غير مسبوقة ضد معتقلي الرأي، شرعت أبوابها بإصدار “المحكمة الجزائية المتخصصة” في قضايا “الإرهاب” حكماً بالسجن والمنع من السفر 68 عاماً بحق المدافعة عن حقوق الانسان سلمى الشهاب على خلفية تغريدات على “تويتر”.

يوم 23 آب / أغسطس، أصدرت “الجزائية” أحكاماً وصل مجموعها إلى 80 عاماً ضد أبناء سماحة السيد طاهر الشميمي، وقضت بسجن المعتقل سيد هادي الشميمي 30 سنة، وشقيقه المعتقل السيد صادق الشميمي بالسجن 35 سنة، و15 سنة ضد شقيقهما المعتقل السيد رضا الشميمي.

يوم 24 آب / أغسطس، أصدرت محكمة الإرهاب حكماً بالسجن 45 عاماً ومثله منع من السفر بحق معتقل الرأي خضر آل هاني.

وفي اليوم عينه، قضت “الجزائية” بسجن معتقل الرأي أحمد عبدالله الحي 70 سنة مناصفة بين السجن والمنع من السفر.

وزادت وتيرة الأحكام القضائية المغلّظة، في أيلول / سبتمبر، إذ قضت محكمة الإرهاب بسجن معتقل الرأي مهند أبو فور 72 عاماً.

وتواصلت، في الشهر ذاته، الأحكام المُشدَّدة مع إصدار حكم ضد الناشطة نورة القحطاني 90 عاماً مناصفة بين السجن والمنع من السفر، تبعه حكماً بالسجن 23 سنة ضد المعتقلة مها الحويطي.

وأصدرت “الجزائية” حكماً بسجن الإعلامي منصور الرقيبة 18 سنة، فيما حكمت 20 عاماً على المعتقل محمد كدوان الألمعي.

أما تشرين أول / أكتوبر فحفل بالأحكام المشددة، بدءاً بالحكم ضد الطبيبة التونسية مهدية المرزوقي، بالسجن 15 عاماً على خلفية تغريدة.

وزادت “الجزائية” أحكام السجن إلى 12 سنة ضد عدد من معتقلات القطيف وهن: سكينة الدخيل، أفراح المكحّل، آمنة المرزوق، كفاية التاروتي، وزينب الشيخ، عقب اعتراضهن على الأحكام المجحفة الصادرة بحقهن.

وفي منتصف الشهر، قضت المحكمة نفسها بسجن الشيخ مجتبى النمر 12 سنة، فيما غلَّظت الحكم ضد معتقلة الرأي الناشطة إسراء الغمغام من 8 إلى 13 سنة، من دون مبرر قانوني.

ولم يكن تشرين ثاني / نوفمبر أقل وطأة من الأشهر السابقة عليه مع استكمال استهداف المعتقلين، إذ أصدرت محكمة الإرهاب حكماً بسجن السيد هاشم الشخص مدة 30 عاماً.

وفي بداية كانون أول / ديسمبر، شددت المحكمة ذاتها سنوات السجن بحق الناشط الحقوقي محمد الربيعة إلى 17 سنة، وحكمت بسجن الشيخ كاظم محمد العمري 4 سنوات بعد اعتقاله الثاني، الذي جرى في تشرين ثاني / نوفمبر 2022.

تجاهل ولي العهد محمد بن سلمان الانتقادات التي وجهتها دول ومنظمات إلى السعودية على خلفية الأحكام المُشدَّدة ضد معتقلي ومعتقلات الرأي، وحاول إخفاء الانتهاكات بحق المواطنين وأصحاب الرأي عبر الغسيل الرياضي والفني وفعاليات الترفيه، التي فشلت بحرف أنظار العالم عمّا تُضْمِره مملكة وُسِمَت بالقمع وَوُصِف حاكمها بالديكتاتور.

#السعودية

>> قراءة: جنة الشامي